واوضح آية الله الشيخ محسن الاراكي ذلك في كلمة بجمع من النسوة الدارسات للعلوم الدينية بالمحافظة المركزية، مشيراً الى أن خيار دراسة العلوم الدينية يعد اسمى الخيارات و افضلها.
و اضاف سماحته: حسبما ورد في الروايات الصحيحة، العلماء ورثة الانبياء. والوراثة تعني أن المهام والمسؤولية التي كانت ملقاة على عاتق الانبياء، يتحمل العلماء اعباءها اليوم.
ولفت آية الله الاراكي الى أن الهداية وارشاد الناس تعد في طليعة مسؤوليات الانبياء، موضحاً: أن وجود المرشد دليل على وجود هدف معين ينبغي للانسان أن يمضي نحوه ويسعى اليه.
وتابع سماحته: ان الهدف النهائي للانسانية يكمن في بلوغ السعادة الخالدة. وأن السعادة الخالدة تتحقق في ظل العمل بكلام الله الذي يقود الى الهدف. وفي الحوزة العلمية يهدف الدارس الى بيان ما اراده الله تعالى والعمل به، ولهذا تعد العلوم الدينية التي تدرس في الحوزة العلمية، أفضل العلوم التي تحقق السعادة للانسان.
واستطرد آية الله الاراكي: أن بلورة استعدادات الانسان وتفتحها تشكل هدفاً آخر للانبياء. ذلك أن الانبياء يعلمون الانسان بأنه قادر على اداء الاعمال الكبرى ويوجدون لديه الجرأة والاقدام على ذلك.
واشار سماحته الى مسيرة اربعينية الامام الحسين (ع)، باعتبارها مؤشراً للدافع الذي يوجده الاولياء الربانيون لدى الانسان، موضحاً: فإذا ما وجد الدافع الالهي فأن الملايين سوف تمضي على خطاه دون أن يعيقها برد أو حرّ أو تعب أو جوع او عطش.
وأضاف آية الله الاراكي: أما الهدف الثالث للانبياء فهو الاخذ بأيدي الانسان لمواكبة الدوافع والاهداف. فيما يتمحور الهدف الرابع حول صيانة الانسان من الانحراف عن هذه المسار.
وأوضح سماحته: لقد اقسم الشيطان بأنه سوف يتربص بالانسان ويسعى لاغوائه، ولهذا يؤكد سماحة القائد المعظم على ضرورة التحلي بالبصيرة للتعرف على احابيل الشيطان واساليبه. البصيرة هي التي تصون من الزلات والانحراف. البصيرة في وسط الطريق هي التي بوسعها أن تكتشف مكائد الشيطان. بالبصيرة يتمكن الانسان من تشخيص المسار الذي يقود الانحراف والخسران.
وفي اشارته الى خامس الاهداف التي يسعى اليها الانبياء، قال آية الله الاراكي أنه يكمن في ايصال الانسان الى الهدف بشكل عملي، موضحاً: الانطلاقة في معظم الاحيان تكون جيدة، ولكن أن يجب أن تكون مقرونة بالنهاية الموفقة. ولهذا ينبغي الاحاطة بتعاليم أهل البيت (ع) على الدوام، والحرص على العمل بها.
وفي الختام لفت الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية: أن تحصيل العلم لا يتعارض مع مسؤوليات المرأة في ادراة المنزل وتجاه الزوج والابناء، وأن الذين يرون ثمة تعارض في هذا الخصوص إما أن الهدف غير مهم بالنسبة لهم، أو انهم يفتقرون الى النظم في حياتهم. ومهما يكن فأن حسن التبعل وتربية الابناء هما ركن المجتمع.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)