جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها آية الله الشيخ محسن الاراكي في المجلس العاشورائي الذي يقيمه حزب المؤتلفة الاسلامي في العشرة الاخيرة من شهر صفر، لافتاً الى علاقة المجتمع الاسلامي بالرسول الاكرم (ص) و أهل البيت (ع) بالقول: أن مودة ذوي القربى و محبة اهل البيت في مجتمعنا ينظر اليها بمثابة التزام ادبي، دون الخوض في مضامينها و تحليلها كما ينبغي.
و أضاف سماحته: اذا ما تم تحليل مضامين هذا الامر الهام بشكل سليم، سوف تتضح المسؤوليات الدينية الملقاة على عاتق ابناء الشعب. فلابد من وعي ابعاد الرسالة التي عمل الرسول الاكرم (ص) على ادائها بالنسبة للمجتمع الانساني.
واستطرد آية الله الاراكي: الامر لا يقتصر على أن النبي (ص) جاء ودعا الناس الى الخير والصلاح ومن ثم رحل عن هذه الدنيا، وبعد ذلك حاولت عدة اتباع سيرته (ص) واخرى لم تفعل ذلك، بل أن الموضوع اكبر وأهم وأسمى من ذلك بكثير.
وتابع سماحته: كل مجتمع -سواء المسلم وغير المسلم- عندما يصبح مجتمعاً واحداً، يكون جميع افراده شركاء في الافراح والاحزان، وتكون المبادىء والقيم التي يهتم بها ويحرص عليها واحدة. أي أن افراد المجتمع الواحد يجب أن يكونوا متساوين فيما يحبون ويكرهون.
ولفت الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، الى ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يشكلان الضمانة لصيانة هوية المجتمع الاسلامي، موضحاً: المجتمع الذي يتمتع بالهوية هو الذي تصان مبادئه وقيمه على ايدي ابنائه. وأن صيانة قيم المجتمع تعني أن يكون لديه موقفاً مناهضاً تجاه المفاسد والانحرافات.
وأشار آية الله الاراكي: أن احد اسوأ السلوكيات التي ظهرت بعد انتصار الثورة الاسلامية في عهد احدى الحكومات، هو ان بعض المسؤولين البارزين قام بتكريم متهم ادين من قبل المحكمة الاسلامية، وكان ذلك عملاً خطيراً للغاية. ذلك أنه اذا ما اريد الاساءة الى مبادىء وقيم مجتمع ما، فأنه ليس بالامكان القيام بعمل مؤثر أكثر من هذا.
وأضاف سماحته: حتى لو افترضنا ان السلطة القضائية حكمت خطأ على شخص ما، فأنه لا يحق لمسؤول رفيع تكريم الشخص المدان من قبل القضاء وتشجيعه للوقوف في مواجهة الجهاز القضائي.
ومضى آية الله الاراكي يقول: اذا ما اردنا أن يحترم افراد المجتمع المبادىء والقيم، لابد من صيانة حرمة هذه المبادىء والقيم. فلا يحق لنا دعم ومساندة متهم اعتبره الجهاز القضائي مذنباً ومداناً.
وأوضح سماحته: أن التوجهات والتطلعات المتناغمة والمنسجمة توحّد المجتمع. فاذا ما قدّم قائد ما نفسه للمجتمع وقبله افراد المجتمع واتبعوه، عندها يتشكل المجتمع الواحد.
وتابع عضو مجلس خبراء القيادة: الارادة الفولاذية لمجتمع ما، بوسعها تعزيز التلاحم بين ارادات الجمع وتبديل المجتمع الى مجتمع واحد. الامام الخميني (قدس سره) كان يمتلك ارادة حديدية واستطاع أن يوحّد المجتمع. لقد استطاع الامام بارادته أن يرتقي بالمجتمع الى درجة من القوة والعزيمة تمكّنه من اسقاط اكبر قوة في المنطقة بشعار الموت للشاه.
ولفت آية الله الاراكي: أن اطلاق شعارات الموت لأميركا دفع الرؤساء الاميركيين على الدوام للتعبير عن أسفهم وامتعاضهم لترديد هذا الشعار. فاذا كان المجتمع الايراني مجتمعاً موحّداً وصلباً، ويهتف بصوت واحد الموت لأميركا، فمن الطبيعي ان يؤثر في المجتمعات الاخرى ويشجعها لضمّ صوتها الى صوته. ومما يذكر ان التظاهرات التي يشهدها الداخل الاميركي اليوم تعج بشعارات الموت لأميركا العنصرية، وهذا يعني أن مثل هذا الشعار يعتبراً مؤثراً.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)