وفقا لتقریر الموقع الإعلامی للعتبة الرضویة المقدسة ألقى سماحة السید إبراهیم رئیسی یوم الأحد الفائت فی اجتماع 1200 من الإخوة أهل السنة الزائرین لحرم الإمام الرضا(علیه السلام)، هذا الاجتماع أقیم فی رواق الحر العاملی فی الحرم الشریف، سماحته أکدّ فی کلمته أنّ محبة أهل البیت(ع) لا تنحصر بالشیعة ولا تقتصر علیهم، فأهل السنة یکنون المحبة والاحترام لأهل بین النبی الأعظم(ع)، وقال: إنّ أهل بیت النبی الأکرم(ع) یمثلون رمز وحدة العالم الإسلامی.
عضو المجلس الأعلى للحوزة العلمیة فی خراسان استشهد فی کلمته بالحدیث الشریف: «انی تارک فیکم الثقلین، ما ان تمسکتم بهما لن تضلوا، کتاب الله و عترتی اهل بیتی، وانهما لن یفترقا حتی یردا علی الحوض...»، وقال: نحن المسلمین نکرر قراءة حدیث الثقلین کثیرا، ولکن فی مجال العمل والتطبیق لا نلتزم به بالشکل اللازم؛ فالذین یحبون خاتم الرسل(ص) لایمکنهم إلا أن یکونوا محبین لأهل بیته ولکتابه المنزل.
الإسلام الحق یهدد مصالح الاستکبار
سماحة السید رئیسی أکدّ أنّ السیرة الرضویة تمّثل درسا تعلیمیا کبیرا لجمیع المسلمین، وقال: أساس السیرة الرضویة هو الدعوة إلى التعاون والتآلف والوحدة ومعرفة العدو ومواجهته، ولایمکن لأحد أن یدعی محبة الإمام الرضا(ع) بینما یعمل بخلاف سیرته فی حیاته العملیة.
متولی العتبة الرضویة أشار إلى تحولات العالم بعد الحرب العالمیة الثانیة، وقال: بعد الحرب العالمیة الثانیة حرکة الاستکبار العالمی تحولت إلى ما سمی بالقطبین والمعسکرین الغربی والشرقی، وبعد تفکك الاتحاد السوفیتی بات النظام الاستکباری ذا قطب واحد بأضلاع ثلاثة مشؤومة وهی الولایات المتحدة الأمریکیة وبریطانیا والکیان الصهیونی وهذه القوى لم تر أی قوة یمکن أن تقف فی وجه استبدادها ونهبها ثروات الشعوب سوى دین الإسلام.
عضو مجلس خبراء القیادة أضاف: الإسلام هو القوة الوحیدة التی یرى الغرب أنها تقف فی وجه مطامعه ومطامحه الاستعماریة وعلیه أتخذ من محاربة الإسلام والتدین والفکر الدینی استراتیجیة له وسیاسة أساس لا یحید عنها هذا الاستکبار.
سماحته أکدّ أنّ ایجاد الخلاف والفتنة بین الشیعة والسنة هو واحد من أسالیب الاستکبار لإضعاف الإسلام ومحاولة القضاء علیه، وأضاف: یجب على علماء الإسلام سنة وشیعة أن ینتبهوا و یحذروا مؤامرات الأعداء، وإنّ القرآن الکریم والرسول الأکرم(ص) وأهل البیت(ع) هم محور الوحدة الإسلامیة، والسبیل الأمثل لمواجهة مؤامرات الأعداء الخبیثة.
متولی العتبة الرضویة المقدسة طرح سؤالا حول مصدر الأسلحة والأعتدة العسکریة التی ارتکبت بواسطتها الجرائم والفجائع الکارثیة فی العراق وسوریا، وکیف وصلت إلى أیدی العصایات التکفیریة؟ وقال: نظام الهیمنة رکب امواج الجهل عند الجماعات الإرهابیة التکفیریة واستخدمت هذه الفئات الإرهابیة التکفیریة کأداة رخیصة ینفذ بها خططها لضرب المجتمعات الإسلامیة وضرب الجیوش الإسلامیة.
عضو مجلس خبراء القیادة اعتبر اعتبر أنّ مواجهة الاستکبار والوقوف فی وجهه هی السمة التی تمیز الجهاد الأکبر وتعطیه قیمته وقدسیته، ولایکون ذلك فی الاستسلام والتنازل والمهادنة والتراجع عن المبائ، وقال: تشکل الجمهوریة الإسلایة الیوم الجبهة الأهم للدفاع عن المظلومین والمستضعفین فی العالم فی مواجهة الظلم والاستکبار، وإذا ما اتحد المسلمون لما تجرّأ الاستکبار على ارتکاب الکثیر من الجرائم التی نشهدها الیوم.
سماحة السید رئیسی أشار فی نهایة کلمته إلى أنّ الأحداث الجاریة فی العراق وسوریا والیمن لیس فقط لا تتناسب والتعالیم الإسلامیة بل إنها تخالف أبسط الأصول الإنسانیة، وقال: الکثیر من مشکلات العالم الإسلامی الیوم سببها هو الابتعاد عن القرآن الکریم وعن نهج النبی الأکرم(ص) وأهل بیته الأطهار(ع) وسیرتهم الشریفة، والتقرب من الاستکبار والرکون إلیه.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)