نص البيان هو كما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله الحکيم فی کتابه الکریم:«وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا»
السلام عليکم ورحمة الله
يبعث هذا الإجتماع العظيم للعلماء ولکبار المسلمين والأديان السماوية الأخري في غينيا کوناکري وفي ربيع الاول شهر ميلاد نبي الرحمة خاتم الأنبياء محمد المصطفي صلي الله عليه وآله، السعادةَ و السرور في قلوب محبّي واتباع الأنبیاء.
وأنا بعنواني الأقلّ والأصغر في أمّة هذا الرسول المبتعث، افتخر من صميم قلبي بتقديم التبريك و التهاني لانعقاد مثل هذا المؤتمر المقدّس بعنوان «وحدة الامة الاسلامية حول محور النبي ﷺ الاکرم وأهل البيت عليهم السلام» سائلاً المولي أن يمنّ علي الجميع بالتوفيق.
وکما يعلم الأعزاء الحاضرون في هذا المؤتمر، بأنّ الدين الإسلام يريد للبشرية حياتاً يملأها الصلح وتکسوها السعادة والرحمة، بعيدة عن العنف والظلم والتعدّي.
القرآن الکريم ذکر النّبي الأعظم بقول «وَمَا أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين» وقال في موضع آخر «وإنّك لعلي خلق عظيم» وأيضاً قال النّبي صلوات الله عليه عن نفسه: «بعثت لأتمّم مکارم الأخلاق» إذن الهدف الحقيقي من إرسال الرّسل، وإنزال الکتب السماوية هو تربية الإنسان علي أتم مکارم الأخلاق وأعلي صفات الإنسانية.
وکما نلاحظ إنّ الأحکام الإسلامية التي تطابق الفطرة السليمة، تسعي لايصال البشرية للکمال المطلوب وأعلي القيم الأخلاقية و المعنوية.
أمّا اليوم ومع الأسف الشديد، يشهد العالم افکاراً أجنبية منافية للقيم الانسانية وأعمالاً وحشية عنيفة من قبل جماعات تدّعي الاسلام ولا تبالي بالقتل والظلم والتعدي وتجاوز مما ينافي الدين المحمّدي الخالص أعمالاً مبغوضة في الاسلام وعند الانبياء سلام الله عليهم ولکن من يتبع النبي إتباعاً حقيقياً يعلم بأنّ مثل هذه الاعمال الوحشية العنيفة تعارض سيرة الإسلام وتنافي طريقة المعصومين وأهل البيت عليهم السلام وبما أن المعصومين هم عدل القرآن والنبي صلی الله علیه و آله أمرنا تکراراً ومراراً بإتباعهم فلا طريق لمن في العالم اذا اراد العيش بسلام والحصول علي الهدوء والسکينة الّا إتباع اهداف ونوايا النبي ﷺ واتباع المعصومين علیهم السلام.
وفي الختام أتمنّي أن يکون انعقاد مثل هذه المؤتمرات سبباً لتحصيل المودّة وزيادة المحبّة بين المسلمين وطريق مبارك يساهم في تبادل وانتقال الأفکار الصحيحة بين اتباع الأديان المختلفة آملاً بأن يؤثّر في جلب الصّلح والصفاء والسعادة للعالم بأجمعه وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.
لطف الله الصافی-حوزة قم المبارکة
ربیع الأول 1438 هـ.ق
(۹۸۶۳/ع۹۴۰)