وتابع، فالاستشهادي يقاتل في سبيل الله ويرجو رفع كلمة الله في وجه اعداء الأمة، اما المنتحر فذلك الذي يئس من الحياة فقتل نفسه، والفارق بين الامرين كبير، ولكن عندما تكون العمليات الاستشهادية ضد خصم مسلم او غير مسلم تختلف معه في امر اجتهادي او في موقف سياسي او امر ثانوي، يصبح الامر عملا انتحاريا كما يحصل في سوريا او العراق وغيرهما، وعاقبة الانتحار النار لا شك ولقد ضل هؤلاء واضلوا كثيرا عندما حولوا وجهة الجهاد من فلسطين الى غيرها ومن الصهاينة وأعوانهم الى اخصام يبتكرونهم، وأسوأ ما في الامر اننا لم نسمع استنكارا يوازي حجم الجرائم التي ترتكب باسم الإسلام، بل ان بعض من يدعون العلم يبررون هذه الجرائم ويؤكدونها بشكل مباشر او غير مباشر إلا القليل ممن انار الله ابصارهم".
ولفت إلى "أننا نتفاجأ ان هنالك من يقول ان العمليات الاستشهادية غير واجبة في فلسطين لان الفلسطينيين وجدوا بدائل عن العمليات الاستشهادية، وان هذه العمليات كانت واجبة ابان الانتفاضة ولم تعد واجبة الآن، وهذا ضلال بعيد، فلا تزال فلسطين تحت الاحتلال والمستوطنات في ازدياد والاعتقالات مستمرة والإجرام متزايد"، متوجهاً إلى "كل من آتاهم الله شيئا من العلم ان يتقوا الله في اقوالهم وأفعالهم وألا يصبحوا ادوات في يد الحكام والظلمة، وألا يبيعوا علمهم لمنصب يطمحون اليه او لمال يشتهونه او لأي سبب من اسباب الدنيا، فان العلم امانة وخيانة الامانة عاقبتها وخيمة عند الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (سورة الأَنْفال 27)، مؤكدين ان كلمة (جهاد) لم تستعمل في التراث الاسلامي إلا في وجه المحتل الغاصب او اعداء الامة، ولا يكون القتال جهادا في مثل ايام الفتن التي نحن فيها، فليتق الله من يدعي انه يدفع الناس للجهاد في سوريا والعراق وغيرهما، لتغيير نظام او لإسقاط نظام او لخلاف سياسي له الف تأويل وتأويل، ومن يدعي الجهاد في هذه المواقع يكذب على الله وعلى رسوله وعلى المؤمنين".
وأشار إلى أن "اسرائيل رحبت بمن تراجع عن فتوى العمليات الاستشهادية وبمن أدانها، كما رحبت بالطائرات التي ساهمت في اطفاء الحرائق في فلسطين"، معتبراً أن "من يرحب بالعدو الاسرائيلي بقوله وفعله لا يستحق لقب عالم مهما بلغت درجة اجتهاده، بل لا يستحق ان يحمل شرف الانتماء لأمة محمد صلى الله عليه وسلم".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)