وفي حديث الجمعة بمسجد الإمام الصادق عليه السلام في منطقة القفول بالعاصمة المنامة قال الغريفي أنه مطلوب من أنظمة الحكم أولا أن تحاسب وتراجع كل أداءاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية والأمنية ورأى أن المراجعة والمحاسبة لا تشكل ضعفا وهزيمة وفشلا للأنظمة الحاكمة بل هو مظهر قوة وانتصار وصحة وصلابة.
ورأى أنه لا مشكلة أن تكون في سياسات الأنظمة أخطاء ولكن المشكلة حينما تغيب المراجعات والمحاسبات فتتكرس الأخطاء وتتلوث السياسات.
وفي حديثه شدد العلامة الغريفي أنه لا تصلح الأوطان إلا إذا صلحت أنظمة الحكم، وصلحت الشعوب، وصلحت القوى الناشطة، واستطرد قائلاً: “أوطان أنظمتها الحاكمة فاسدة لا شك أن مآلاتها إلى الفساد والدمار والانهيار،أوطان شعوبها فاسدة لا شك أنها تتعقد فيها مشروعات الإصلاح والبناء والتغيير، أوطان قواها الناشطة فاسدة لا شك أنها تتكرس فيها الصراعات والخلافات المدمرة للأوطان”.
وقال أنه من أجل “إصلاح الأوطان يجب أولا العمل على إصلاح أنظمة الحكم وثانياً إصلاح الشعوب وثالثا العمل على إصلاح القوى الناشطة” وذكر أنه من خطير أن تغيب المراجعة والمحاسبة في الشؤون الفردية فكيف إذا كانت الشؤون هي شؤون أوطان وشعوب ومؤسسات مضيفاً أنه إذا كانت المراجعات الفردية لها شروطها فإن المراجعات والمحاسبات العامة تحتاج إلى شروط أصعب وأشد وأعقد وأخطر.
وذكر العلامة الغريفي أن أنظمة الحكم هي المواقع الأقوى والأكبر تأثيرا في أوضاع ومسارات الأوطان والشعوب كونها تملك الأدوات الأقوى فمهما مارست القوى الأخرى أدوارها بكل صدق وإخلاص وفاعلية فإنها لا توازي أدوار الأنظمة الحاكمة.
وتابع: “لا يعني هذا أننا نقلل من قيمة أدوار الشعوب والقوى الناشطة في الأوطان فإن هذه الأدوار لها تأثيراتها الفاعلة والخطيرة، فإذا عطلت الأنظمة الحاكمة إمكاناتها وقدراتها في الإصلاح فسوف تبقى إمكانات وقدرات الشعوب معطلة ومشلولة، وتعطيل الأنظمة للإصلاح لا يبرر للشعوب والقوى أن تجمد أدوارها مهما كانت الظروف التي تحاصرها”.
وأكد السيد الغريفي على دور المناصحة للأنظمة وأنه أمر في غاية الأهمية ما دامت هذه المناصحة رشيدة وصادقة ومخلصة للأوطان وبعيدة عن التطرف والانفعال، وتابع “لا نظن أن أنظمة صالحة تضيق بالكلمة الناصحة والرؤية البصيرة والنقد المهذب والمحاسبة النزيهة والرأي المنصف، فمن أهم أدوات المراجعة والمحاسبة لدى الأنظمة الحاكمة هي الإصغاء إلى لغة المناصحة التي تحمل صلاح الأوطان هدفا وغاية”.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)