وأكد سماحة المرجع اليعقوبي خلال اللقاء على ضرورة ان تكون العلاقة بين الشعب ومؤسسات الدولة تكاملية والمسؤولية التضامنية مبنية على الشفافية والثقة والمصداقية والشعور بالمسؤولية والإنصاف فإن هذه المؤسسات هي ملك الشعب وتعمل في خدمته وتوفير الحياة الكريمة له، لكنها قد تعجز عن أداء تمام وظائفها لقصور أو تقصير وحينئذ ينبغي للشعب الواعي ان يهبّ لملئ الفراغ ولا يقف مكتوف لأيدي منتظراً قيام الدولة بذلك لأنه هو الخاسر في النهاية.
وضرب سماحته لذلك مثلا ما يحصل سنوياً في زيارة الأربعين الى الإمام الحسين عليه السلام فان الحكومات تعجز عن توفير الطعام والمسكن لملايين من الزوار يقطعون آلاف الكيلومترات مشياً على الأقدام، فلذا كان ما يقوم به المؤمنون الموالون من إنشاء المواكب على طول الطريق وتقديم الطعام والشراب وتوفير المنام وسائر الخدمات الأخرى ضرورياً لإدامة هذه الشعيرة المقدسة.
والمثال الأخر مساندة الحشد الشعبي المبارك للقوات المسلحة في دحر الإرهاب وحفظ المقدسات ودوره في حماية مؤسسات الدولة والأموال العامة والأمن العام، وهكذا ينبغي إن يكون الشعب حاضراً في كل ساحات الاعمار والإصلاح والتنمية فاذا وجد عجزاً في الخدمات البلدية واعمار المصالح العامة تطوع جمع للقيام بها، وهكذا، من باب التكامل بين الشعب والدولة في تحقيق الرقي والازدهار, على أن لا يعطي مبرراً لتقصير بعض المسؤولين في الحكومة او بعض حالات الفساد المالي والإداري.
وفي هذا السياق تأتي المبادرة بطبع الكتب المدرسية وتوزيعها مجاناً التي استجاب لها الغيارى الوطنيون من أبناء العراق، فتحولت الى تظاهرة وطنية واسعة توشحت باسم الإمام الحسين (عليه السلام) وأطلق عليها (الحسين بسمة تلميذ) لتزامنها مع الزيارة الأربعينية والتوجيه بصرف المبالغ الفائضة عن خدمة الزوار على طبع الكتب حيث تم توزيع عشرات آلاف الكتب في مختلف المحافظات وشملت جميع الوطن بلا تمييز بين القوميات أو الطوائف أو الأديان أو الانتماءات الأخرى، وتوجد مساعي لترميم وتكملة بناء العديد من المدارس وتصليح أثاثها او تجهيزها بلوازم الدراسة.
ووجه سماحته اللوم الى السياسيين الذين يملؤون شاشات التلفزيون بالتسقيط والاتهامات وتصفية الحسابات الشخصية والحزبية مما يخلق فجوة كبيرة بين الشعب والمسؤولين، بدل النقد البنّاء وإجراء التحقيقات المهنية الموضوعية في القضايا المشارة ليتميز المحسن من المسيء والخبيث من الطيب.
وأوصى سماحته باستشارة أهل الخبرة والاختصاص فإن (من شاور الرجال شاركهم في عقولهم ) وتمحيص الآراء قبل اتخاذ القرارات لارتباطها بمستقبل أبنائنا وإقامة منظومة معرفية وتربوية سليمة .
وفي نهاية اللقاء قدّم الوفد لسماحة المرجع درعاً تكريمياً باسم الوزارة.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)