14 December 2016 - 18:07
رمز الخبر: 426295
پ
متولی العتبة الرضویة المقدسة:
ألقى متولی العتبة الرضویة المقدسة کلمة فی الجلسة الافتتاحیة لمؤتمر "الإمام الرضا(ع) رمز الوحدة الإسلامیة وائتلافها" قال فیها: إنّ تآلف العالم الإسلامی واتحاده یمکن أن یتحقق فی ظلّ التعالیم الحکیمة للإمام الإمام الرضا(ع) وسیرته الشریفة.
 السید إبراهیم رئیسی

وبحسب الموقع الإعلامی للعتبة الرضویة المقدسة، أکد سماحة السید إبراهیم رئیسی فی هذا المؤتمر الذی أقیم یوم الثلاثاء 13/12/2016 بمشارکة 150 عالما من السنة والشیعة من داخل إیران ومن عدد من الدول الإسلامیة فی قاعة الشیخ الطبرسی فی مجمع البحوث الإسلامیة التابع للعتبة الرضویة المقدسة، أکدّ أنّ الوحدة الإسلامیة یمکن أن تتحقق الیوم بمحوریة الإمام الرضا(ع)، وقال: هناك مسؤولیة خطیرة تقع على عاتق العلماء والمفکرین والدعاة فی العالم الإسلامی، على العلماء والمفکرین أن یقودوا العالم الإسلامی إلى الوحدة عبر إعادة قراءة السیرة الحیکمة للإمام الرضا(ع) التی ترافقت على الدوام مع العطف والرأفة والمعنویات، وإعادة قراءة تعالیمة السامیة وتفسیرها وتحلیلها.

عضو المجلس الأعلى للحوزة العلمیة فی خراسان، اعتبر أنّ المولى ثامن الحجج علی بن موسى الرضا(ع) هو أسوة الوفاق والتآلف فی العالم، وقال: الکلمات النورانیة للرضا(ع) وسیرته العطرة مشحونة بوصایا الوحدة والألفة والمحبة لجمیع المسلمین.

عضو الهیئة الرئاسیة لمجلس خبراء القیادة فی إیران أضاف: أحد مفاتیح اتحاد المسلمین وتوافقهم  یکمن فی التعرف على السیرة العملیة لحیاة الإمام الرضا(ع) وفی إطاعتها واتباعها، وفی ظلّ هذا معارف الإمام الهمام یمکن تبدیل الخلافات إلى تقارب وتفاهم.

سماحته أشار فی کلمته إلى حدیث سلسلة الذهب المنقول عن الإمام الرضا(ع)، وأوضح أنّ  هذا الحدیث یمکن أن یشکل قاعدة صلبة لبناء الوحدة الإسلامیة، وقال فی هذا الشأن: فی هذا الحدیث المبارك دعوة لجمیع طالبی الحق والأحرار للورود فی حصن الباری تعالى والنبی الأکرم وأهل بیته(ع) المنیع، وفیه رسالة إلى جمیع الأجیال والعصور لیفرقوا بین طریق الحق وبین طریق الخطأ والانحراف وأن یختاروا طریق الحق لیأمنوا الضلالة والانحراف، فی هذا الحدیث منهج شامل للوصول إلى الوحدة الإسلامیة حول محور التوحید والولایة.

 متولی العتبة الرضویة المقدسة اعتبر أنّ الاعتصام بالتعالیم الإسلامیة وتعالیم الأئمة الأطهار(ع) هو الطریق الوحید لنجاة الإنسان المعاصر من الوساوس ومن الانحرافات الشیطانیة النفسیة والخارجیة، وأوضح قائلا: فی الحقیقة یعلّم حدیث سلسلة الذهب الإنسان فی جمیع الأعصار والقرون کیف یحیى حیاة طیبة.

الجهل هو العدو الأکبر للبشر

فی جزء آخر من کلمته أشار متولی العتبة الرضویة المقدسة إلى روایة مبارکة عن الإمام الرضا(ع) إذ یقول: «صدیق کل امرء عقله وعدوه جهله»، وقال معلقا على هذه الروایة الکریمة: الجهل هو العدو الأزلی للبشریة، وربما لایوجد عدو أسوأ وأشد خطرا على الإنسان من الجهل، وإذا ما تسلط الجهل على شخص ما فهذا یعنی تهیئة المقدمات لسقوط هذا الإنسان وسقوط المجتمع الذی یعیش فیه.

عضو المجلس الأعلى للحوزة العلمیة فی خراسان أکدّ أنّ البشریة تعانی أشدّ المعاناة من الجاهلیة الحدیثة، وقال موضحاً: الفارق بین الجاهلیة الیوم والجاهلیة القدیمة هو أنّ الجاهلیة الحدیثة قد تسلحت بالعلم والتقنیات وبالأسلحة والقوة العسکریة  وأصحاب هذه الجاهلیة یقومون بتزیین ثقافتهم المنحطة والتغطیة على حقیقتها بالزخارف لیحقنوها فی المجتمعات والشعوب الأخرى.

سماحته أشار إلى الأعمال التی قام بها الإمام الرضا(ع) بعد قبوله بولایة عهد المأمون العباسی، وقال فی ذلك: لقد استفاد الإمام الرضا(ع) کمال الاستفادة من تلك المرحلة فی العمل على وحدة المسلمین، وفی الدور الفرید الذی أداه فی اتحاد العالم الإسلامی عبر نصائحه وتوصیاته للمأمون، وعبر کلماته التی أکدّ فیها على مکانة الولایة والإمامة فی ذلك الزمان، وهو فی کلّ ذلك یعتبر أسوة حسنة لجمیع العلماء والمفکرین وأصحاب العقل والحکمة.

التآلف والوحدة أساس السیرة الرضویة

سماحة السید رئیسی أوضح أنّ السیرة الرضویة تقدم درسا کبیرا لجمیع المسلمین على مرّ التاریخ، وقال: أساس السیرة الرضویة هو الدعوة إلى التآلف والوحدة ومعرفة العدو ومواجهته.

متولی العتبة الرضویة المقدسة أشار فی جزء آخر من کلمته إلى التغیرات فی العالم بعد الحرب العالمیة الثانیة، وقال: بعد الحرب العالمیة الثانیة ظهر فی العالم معسکران وقطبان، المعسکر الشرقی والمعسکر الغربی، بعد انهیار الاتحاد السوفیتی نشأ النظام الاستکباری ذو القطب الواحد باضلاع ثلاثة مشؤومة هی الولایات المتحدة وبریطانیا، والکیان الصهیونی، وهذا القطب الاستکباری لم یجد ما یمکن أن یمنعه من السیطرة على شعوب العالم ونهب ثرواتها إلا الإسلام الأصیل.

عضو مجلس خبراء القیادة أضاف: القوة الوحیدة التی یراها الغرب الاستکباری فی مواجهته ومواجهة ظلمه الشعوب هی الإسلام، وبناء على ذلك تبنى هذا الاستکبار استراتیجیة أساس مفادها محاربة الإسلام والفکر الدینی ومن یقول بمحوریة الباری تعالى فی الحیاة.

سماحته أکدّ أنّ إیجاد الخلافات بین الشیعة والسنة هو واحد من أسالیب الاستکبار الخبیثة لإضعاف الإسلام، وأضاف: ینبغی على علماء الشیعة والسنة أن ینتبهوا بشکل جید للمؤامرات التی تستهدف الإسلام، وأن یعلموا أنّ القرآن الکریم والنبی الأعظم(ص) وأهل بیته(ع) هم المحور للوحدة ولمواجهة مؤامرات الأعداء التی تسعى لبث الفرقة والخلاف، وإشعال الفتن بین المسلمین.

عضو المجلس الأعلى للحوزة العلمیة فی خراسان بیّن أنّ إیجاد العصابات الإرهابیة هی واحدة من استراتیجیات الاستکبار لمحاربة الإسلام الأصیل، وقال: من جملة سیاسات الاستکبار التی تستهدف ضرب الإسلام والمسلمین: الإساءة إلى الساحة القدسیة للنبیة الأعظم(ص)، وإنشاء الحرکات الإرهابیة، والنفخ فی نار الفتنة والتفرقة والاختلافات بین المسلمین بالاستفادة من الأدوات الإعلامیة وعبر نشر الأکاذیب.

 داعش حرکة فی مواجهة الخطاب والمنطق والبرهان الرضوی

عضو المجلس الأعلى للحوزة العلمیة فی خراسان أوضح أنّ ثامن الحجج علی بن موسى الرضا(ع) هو أول من أسس کرسیا للحوار بین الأدیان وللتقریب بین المذاهب، وقال: فی مواجهة خطاب المنطق والبرهان والاستدلال عند الإمام الرضا(ع) وفی مدرسته نجد السلوك المستبد والغیر منطقی والإفراطی والتکفیری الموجود عند الحرکات الإرهابیة التکفیریة.

وقال: یجب أن ترکز أقلام وکلمات العلماء والمفکرین على الوحدة الإسلایة کضرورة لا بدّ منها، فاستراتیجیة الأعداء الیوم هی التفرقة وایجاد الاختلاف بین أبناء الأمة الأسلامیة أمّا استراتیجیتنا فهی الوحدة، وعلى العلماء أن یبذلوا المزید من الجهود فی سبیل إیجاد البصیرة والانسجام فی العالم الإسلامی.

سماحة السید إبراهیم رئیسی أکدّ على ضرورة الکشف عن الوجه الحقیقی للاستکبار کأولویة للمجتمع الإسلامی، ووصف داعش بالزمرة الجاهلة وأنها ربیبة الاستکبار، وقال: لقد امتطى الاستکبار العالمی جهل الجماعات الإرهابیة کداعش وغیرها وعماء قلوبها وأبصارها وأوجد فتنة وشرا مستطیرا فی العالم الإسلامی حتى بتنا نرى فی هذه الفتنة أنّ القاتل الظالم ینادی عند القتل والذبح "الله أکبر"، والمقتول المظلوم ینادی حین قتله "الله أکبر".

متولی العتبة الرضویة المقدسة قال فی ختام کلمته: إنّ الاستکبار وعبر اطلاقه جبهة باسم الإسلام ولکن لمحاربة المسلمین یهدف إلى إضعاف المسلمین والجیوش الإسلامیة، وهنا یقع على عاتق المسلمین أن یصونوا وحدتهم حول محور القرآن الکریم والرسول الأکرم(ص) وأوصیائه(ع).(۹۸۶۳/ع۹۴۰)

 

 

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.