وأشار الشيخ بلال شعبان أنّ الدّعوة للوحدة الإسلاميّة الّتي دعا لها الإمام الخميني الرّاحل هي دعوة قرآنيّة رساليّة سماويّة تدعو إلى وحدة إيمانية ووحدة إنسانيّة لأن الخطاب القرآني الدّائم كان يا أيّها الّذين آمنوا ويا أيّها النّاس وقد ورد المصطلح الأول قبل الثاني، أيّ أن الوحدة الإيمانيّة يجب أن تترجم وحدة إنسانيّة تجمع النّاس على توحيد الله تبارك في عُلاه وهذه الوحدة تلغي كل مفاعيل الكراهية والبغضاء وتزرع كل مفاهيم الحبّ والعشق والأخوة في الله فيتحوّل المجتمع الإنسانيّ إلى مجتمع متحابٍ ومتكامل عبر التّضامن فيما بينهم، وفق وكالة مهر.
وفي معرض ردّه عن طرح الإمام الخامنئي في إصدار الفتاوى بتحريم التّعرّض لرموز أهل السّنة قال إنّ مسؤوليتنا جميعاً أن نبحث عن المشتركات فيما بيننا فالقرآن يقول"قل كل يعمل على شاكلته، فربّكم أعلم بمن هو أهدى سبيلًا"، فالفتاوى الّتي أطلقها القائد الإمام الخامنئي هي من صميم الدّين والقرآن الكريم فالعلاقة والحوار بين المذاهب لا تكون على خلفيّة التشاتم، وهي تكون على خلفيّة إحكام المشتركات والنظر إلى ما يجمعنا. فحتّى الرّسول الأكرم عندما كان يراسل الرّوم والفرس كان يكتب إلى كسرى عظيم فارس.. وهرقل عظيم الرّوم، فكان يسمّيه كل صاحب سلطان بما يكنّى به، فكيف الحال ونحن مسلمون وربّنا واحد ونبيّنا واحد.
ورأى أن ما يجري اليوم هو فهم خاطئ للمشروع والدّين الإسلامي عند بعض السّنة وبعض الشيعة، فهم يعتبرون إلى أن الإختلاف يعود إلى ألف و أربعمئة سنة خلت، وحقيقة الأمر أن مشروع الكفر العالميّ عبر التّاريخ وصولًا إلى الشيطان الأكبر الّتي تشنّ حربًا على العالم الإسلامي ضمن هذا المشروع التّاريخي والّذي أدّى إلى تقسيم منطقتنا عبر مشاريع تقسيم قادتها التّابعة لهذا المحور. وللأسف فإنّ بعض المسلمين لا ينظرون إلى هذه الحقيقة والّتي أدّت إلى التّفرقة بل يعتقدون أنّ النّزاعات تعود إلى إختلاف المسلمين فيما بينهم.
وأضاف أن السّبب الأساسي للنزاعات في المنطقة هو تكالب الغرب على منطقتنا وثرواتنا وهم من يزرعون الكره والبغضاء فيما بيننا من أجل السيطرة على ثرواتنا على قاعدة "فرّق تسُد".
وقد أوضح القرآن ذلك بقوله "إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعًا". فالإستعمار حيث يرى تنوّع المذهب في مجتمع ما يعمل على وتر الفتنة المذهبية، وحيث لا يوجد تنوّع مذهبي يضرب على الوتر العرقي والإجتماعي وكل ذلك لحفظ مصالحه في المنطقة حيث يشغل أمّتنا فيما بينها بينما يفرغ هو لسرقة ثرواتنا.
وقال الشيخ شعبان إنّ مواجهة الموجة التّكفيرية تكون عبر خطّين متوازيين: الأول وهو فكري يكون عبر الحوار والنّقاش الحضاري الّذي يهدف لرأب الصّدع وإفهام النّاس حقيقة الإسلام، وثانيا يكون عبر مواجهة مشاريع الغلوّ التّطرّف بكل إتجاهاته لكي يبقى الصّوت الأعلى هو صوت العقل.
وتابع أنّه للأسف فإن بعض أصحاب العواطف يقودون جزءًا من أمّتنا الإسلاميّة بهدف الدعوة للدفاع عن السّنة وعن الشّيعة وفي الحقيقة. وبذلك نكون قد ذبحنا منهج رسول الله محمد(صلّى الله عليه وآله) بإيدينا، وسيكون عند ذلك ديننا غير دين الإسلام الّذي جاء به سيّد الخلق محمّد (صلّى الله عليه وآله).
وختامًا قال الشيخ شعبان أنّ الوحدة ستتم إنشاءالله بوجود أهل العقل وأهل الدّين في مختلف المذاهب والطّوائف، والمستقبل هو مستقبل زاهر وستلتقي جميع الرّايات في القدس من كل المذاهب والأطياف، لأن فلسطين هي قضيّة الإسلام الأولى وقضية جميع المستضعفين في العالم حتى من باقي الأديان السّماويّة، فالقدس ستجمع كلّ من ظُلم خلف القضيّة الأم وهي إرجاع الحق إلى ذويه.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)