وقال ممثل المرجعية في كربلاء المقدسة الشيخ عبدالمهدي الكربلائي، خلال خطبة صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني المطهر "في هذه الأيام السعيدة بذكرى ولادة النبي {ص} تواصل قواتنا الأمنية بمختلف صنوفها ومن يساندها من المتطوعين الأبطال ورجال العشائر الغيارى تحقيق ملاحم المجد والكرامة والعز في جبهات القتال مع الإرهابيين الدواعش، وما ذلك إلا بفضل صمود هذه القوات البطلة وثباتها وعزمها على تحقيق النصر الحاسم والنهائي"، مضيفا "واذا كان لنا ان نصف رجالاً في هذا العصر بأنهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه وباعوا انفسهم لله عز وجل وقاتلوا في سبيله فمنهم من قتل ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، فهم هؤلاء المقاتلون الذين يفترشون الرمال في الصحراء القاسية البرودة حاملين أرواحهم ليحفظوا للإسلام أصالته وجوهره وللوطن كرامته وعزته وليصونوا أعراض مواطنيه الغيارى، فهنيئا لهم هذا التوفيق الإلهي والتسديد للسير على خطى النبي {ص} ونهج القرآن الكريم بجهادهم وتضحياتهم وبطولاتهم".
واضاف، ان "مقتضى صدق الانتماء للنبي صلى الله عليه واله، والإحياء الحقيقي لمناسبة ميلاده المبارك هو ان نحييها وان نقيمها في قلوبنا قبل أن نحييها ونقيمها في مجالسنا ونستذكر خصاله من الرحمة والعفو والشفقة في نفوسنا قبل ان نذكرها بألسنتنا وأقلامنا".
وتابع ممثل المرجعية الدينية، "لقد سعدنا واستبشرنا خيراً بما رأينا من مجالس مشتركة من مختلف الطوائف بمناطق متعددة في العراق للاحتفال بهذه المناسبة السعيدة، ولكن أملنا ورجاؤنا أن تتلاقى القلوب قبل أن تجتمع الأجساد وتتطابق العواطف الصادقة والمشاعر النبيلة قبل أن تتصافح الأيادي وتتعانق الأبدان".
وشدد ممثل المرجعية، "كفانا في العراق هذا البلد الكبير والغني بتراثه الفكري والحضاري، والذي كان أرضا للعديد من الرسالات السماوية، ما عشناه من صراعات ومآسي ولنبدأ صفحة جديدة نأخذ فيها بهدي النبي الأعظم صلى الله عليه واله، يكون ملؤها المحبة والسلام يحترم بعضنا البعض الآخر ويفي له بحقوقه ويراعي مقتضيات التعايش السلمي معه ويبتعد عن الحقد والبغضاء والكراهية".
وأشار إلى ان، "ما يشهده عالمنا الإسلامي في هذا الوقت من حروب وصراعات مختلفة أزهقت أرواح مئات الاف من الأبرياء وشردت الملايين من بلدانهم ودمرت الكثير من المدن وحولتها إلى خراب لأمر يدعو الى الخجل، لا الى الحزن والأسى فقط، الخجل من الله ورسوله ومن إنسانيتنا ان بلغ الحال بهذه الأمة الى هذا المستوى الفظيع يقاتل بعضهم بعضا ويكفر بعضهم بعضا، وتمتلئ قلوبهم كراهية تجاه الآخر ولا يتوانون عن إراقة الدماء البريئة لأتفه الأسباب".
وأكد، "حقا انه أمر يدعو إلى الخجل، ما آل اليه حال عالمنا الإسلامي حيث تنهكه الصراعات المختلفة وتستنزف موارده الحروب العبثية وصار حاضره ومستقبله مما تتحكم به أطماع الآخرين، بعد إن كان مصدرا للرحمة والخير والازدهار لشعوب العالم أصبحت تطحنه صراعات الاستعلاء والطمع والممارسات الوحشية التي قل مثيلها ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
وكان ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي،قد ذكر في مستهل خطبته كلمات أمير المؤمنين عليه السلام، عن خصال النبي الأكرم صلى الله عليه واله وسلم، قائلا "ونحن نعيش ذكرى ولادة الرسول الأكرم صلى الله عليه واله، وحفيده الإمام الصادق عليه السلام فلنستضيء بكلمات سيد البلغاء أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام، ليرشدنا إلى خصال النبي المصطفى وشمائله التي بها اصطفاه الله تعالى على جميع خلقه فاختاره سيدا لأنبيائهم ورسلهم وجعله من بينهم حبيبا لنفسه، قال عليه السلام: {فهو إمام من اتقى وبصيرة من اهتدى وشهاب سطع نوره، سنته الرشد وكلامه الفصل وحكمه العدل أرسله على حين فترة من الرسل.. }".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)