وفي بيان لهم بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لرحيل العلامة الشيخ عبدالأمير الجمري قال العلماء إن الوطن لم ولن يستقر بالجيوش الغازية ولا بقوة السلاح ولا بالقبضة الحديدية، ووحده الشعب من يصنع الوطن وازدهاره وتطوره وأمنه واستقراره.
وأضاف البيان “لن يجدي النظام الاستجداء للخارج فالمخرج هو حل سياسي داخلي بينه وبين قادة الشعب ورموزه وأن يتم تثبيت الحل دستوريًا وباستفتاء الشعب فهو أقل ما يمكن أن يضمن عدم التنصل من العهود مرة أخرى”.
وذكر بيان العلماء أن الشيخ الجمري أفنى عمره في خدمة الناس والوطن والأمة وكل المستضعفين والمحرومين، مشيرا إلى أن “النظام الديكتاتوري المنخور بالفساد قابله بالسجن وأشد أنواع التعذيب النفسي، ولاحق كل من يحمل فكر هذا المصلح بالقتل والسجن والنفي والإبعاد والسحق بكل آلات العذاب”.
باسمه تعالى
رجل أفنى عمره الشريف في خدمة الناس والوطن والأمة وكل المستضعفين والمحرومين، كان أبًا رحيمًا وقلبًا دفاقًا بالعطف والحنان، وعقلًا وقادًا بالفكر والمعرفة، وروحًا متألقة بالإيمان واليقين، وشعلة وهّاجة بالعمل لله تعالى ولما فيه الصلاح والإصلاح، ذلك سماحة العلامة المجاهد الشيخ عبد الأمير الجمري (طيّب الله ثراه).
كان كما الشعب طالبًا للحق مجابهًا للظلم، يحمل آلام المضطهدين وآمالهم وهموم الوطن وقضاياه، ينشُد حياة العدل والعزة والكرامة للجميع بلا استثناء ولا تمييز لطائفة أو عائلة أو غير ذلك، فكيف تعامل هذا النظام والسلطة معه وكيف جازاه؟ اليوم كما الأمس فلنستخلص الدروس والعبر.. هذا النظام الديكتاتوري المنخور بالفساد قابله بالسجن وأشد أنواع التعذيب النفسي، ولاحق كل من يحمل فكر هذا المصلح بالقتل والسجن والنفي والإبعاد والسحق بكل آلات العذاب، فما كانت النتيجة؟ هل استقر الوطن طوال التسعينات وهل نفع الحل الأمني؟ ويوم أن قرّر النظام الرجوع للحل السياسي وإن كان بعقلية الخبث السياسي هل كان له ذلك وهل يمكن أن يكون إلا بكلمة من هذا الرجل الذي كانت كلمته كلمة الشعب، وقد شاهد العالم كله أن الشعب كان السبّاق للحلول السياسية بصدق لا يشوبه خبث ولا دجل، وأن البحرين عاشت أكبر استقرار وطني لمدة من الزمن، لم تدم طويلا بعد نكث النظام بعهوده وانقلابه عليها، وبقي الشعب متمسكا بحقوقه ثابتًا على قيمه ومبادئه ونهجه، فعاد الشعب يطلب الحق بإرادة أصلب ونَفَسٍ أطول من ذي قبل.
إن الوطن لم ولن يستقر بالجيوش الغازية ولا بقوة السلاح ولا بالقبضة الحديدية، ووحده الشعب من يصنع الوطن وازدهاره وتطوره وأمنه واستقراره.. ولن يجدي النظام الاستجداء للخارج فالمخرج هو حل سياسي داخلي بينه وبين قادة الشعب ورموزه وأن يتم تثبيت الحل دستوريًا وباستفتاء الشعب فهو أقل ما يمكن أن يضمن عدم التنصل من العهود مرة أخرى.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)