ودعا في جانب من كلمته التي ألقاها مساء امس بمناسبة المولد النبوي الشريف وحضرها حشد كبير من العلماء وطلبة الحوزة العملية في كربلاء، إلى تقوية الحوزات العلمية وتطويرها واستيعاب المزيد من طلبتها.
وأعرب السيد المدرسي عن تفاؤله بمستقبل العراق لتمسك شعبه بأوامر المرجعية الدينية وتقديمه التضحيات من أجل الدين مضيفا: على طلبة العلوم الدينية أن يتحملوا دوراً كبيراً في الأمة ويقوم كل واحد منهم بدوره.
وقال “اليوم هو يوم الحوزات الدينية ويجب أن تفكر بما ستقدمه للأمة معقبا تتويجه لمجموعة من طلبة الحوزة العلمية أن العمامة التي يضعها طلبة العلوم الدينية إنما يرمزون بها إلى انتمائهم لنهج النبي وآله الأطهار.
وقال سماحته إن ذلك ليدعوهم إلى تحمل مسؤوليتهم لتحويل المجتمعات إلى مجتمعات مؤمنة إيماناً راسخاً حقيقياً أسوة بالنبي الاكرم (ص). مضيفا “كما أن على أفراد المجتمع أن يهتموا بدراسة الفقه وعلوم أهل البيت لتكون الحالة السائدة في مجتمعاتنا هي الحالة الإيمانية”.
وتابع “نحن لا نطلب من الناس أن يتركوا اعمالهم يرتدوا الزي الحوزوي ولكن ندعوهم للتفقه في الدين إلى جانب أعمالهم”.
كما دعا إلى اغتنام فرصة وجود التكنولوجيا والوسائل الحديثة لتأسيس الحوزات المنزلية، مؤكداً على أهمية أن يستثمر الشباب أوقاتهم بدراسة العلم مشيرا في جانب من كلمته إلى ضرورة دراسة التاريخ..
وقال إن دراسة التاريخ تظهر لها إن مسيرة البشرية تقدمت بخطوات واسعة بعد أن بعث الله نبيه محمد (ص) إذ أصبح المسلمون القوة الأولى في العالم خلال فترة وجيزة.
وأضاف “إن هذه المسيرة نجدها اليوم تتكامل سواءً في البعد الروحي او المعنوي او في البعد المادي والتقني وهذه البشرية منذ ولادة النبي وحتى اليوم تتكامل بالرغم من كل الانتكاسات والأزمات والتحديات”.
فيما رأى السيد المدرسي أن الله أراد لأمة نبيه أن تكون خير امة أخرجت للناس.
وقال “لا يصح أبدا أن تتخلف هذه الامة وتتراجع عن سائر الأمم الأخرى، وعليها أن تقفز مرة أخرى تكنولوجياً واقتصادياً وسياسياً واجتماعاً وتترك وراءها التخلف والتراجع”.
وفي الشأن السياسي، اعتبر سماحة السيد محمد تقي المدرسي أن الأمة الإسلامية تعيش اليوم حالة من الدمار والاقتتال بسبب ابتعادها عن تاريخها ومسيرة نبيها والأئمة الاطهار.
وتساءل: “لماذا أصحبت الأمة اليوم يقتل بعضها الآخر وتصرف المليارات من أجل دمار الشعوب الآمنة؟”.
واستشهد المدرسي حول ذلك بالحرب على اليمن وقال “ألم يكن أحرى بالذين يشنون حرباً على الآمنين في اليمن أن يصرفوا مليارات الدولارات في إطعام الجائعين وعلاج المرضى”.
وأضاف “في اليمن هناك مئات الأطفال يموتون جوعاً بشكل يومي وغيرهم مهددين بالموت أيضاً.. فهل هذه هي الأمة الإسلامية التي أرادها الله؟. محذرا سماحته دول المنطقة من انتشار الإرهاب.
وقال إن انتشار الإرهاب في باقي دول المنطقة يعني أنها مهددة بالدمار أسوة بسوريا والعراق وغيرها من دول المنطقة التي اجتاحها الإرهاب.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)