بعد آيات من القرآن الكريم، تحدث رئيس "اتحاد علماء المقاومة" الشيخ ماهر حمود فقال: "تتجدد ذكرى ولادة سيد الأنام محمد صلى الله عليه وسلم، وتتجدد ذكرى ميلاد سيدنا عيسى عليه السلام، ليذكر الإنسان وليعيد التذكير، ليتذكر ان رحمة الله تعالى متجددة بهذه الرسالات، فهكذا قضت حكمته ان يخلق الله تعالى الإنسان على الفطرة، التي تعرف وتهتدي الى طريق الحق من دون أن يعلمها أحد، فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله، "ذلك الدين القيم، ولكن اكثر الناس لا يعلمون".
أضاف: "ثم يختلط وينخرط الإنسان في الحياة، يفتتن بالشهوات والحاجات، ويدخل في ذلك الشيطان يوسوس ويزين له، فتختلط في الإنسان الفطرة السليمة مع وساوس الشيطان، في صراع دائم، فيرسل الله تعالى الأنبياء ليصحح المسار، وليؤكد للانسان ان الله تعالى لن يتركه لوساوس الشيطان ولا لضلاله، بل يعيده الى الفطرة التي فطر الله الناس عليها. من هنا أفهم ماذا يعني قوله تعالى "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين". من هنا نعلم كيف جمع الله تعالى الأنبياء جميعا، مؤكدا ان الرسالة واحدة، لكن الإنسان يعود من بعد الأنبياء ليغير وفق ما تشتهي نفسه".
وسأل: "نقف أمام عظمة محمد صلى الله عليه وسلم، وعظمة الرسالات التي سبقته، متسائلين كم يطبق المسلمون من تعاليم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام؟ وكم يطبق المسيحيون من تعاليم عيسى عليه السلام؟ وكم يطبق اليهود من تعاليم سيدنا موسى؟".
ولفت الشيخ حمود الى ان "القرآن مهجور"، مشيرا الى "وجود عشرات النسخ في كل بيت"، وقال: "مطبعة القرآن الكريم في المدينة المنورة وزعت مليارات من نسخ القرآن الكريم بكل لغات العالم التي تعرفونها ولا تعرفونها. كما أن هناك عددا كبيرا من حفظة القرآن الكريم من غير العرب اكثر من العرب، يحفظونه مع التجويد والألفاظ السليمة وأحيانا دون ان يفهموا ما يقولون، يصححون للعرب. فهل هذا ما يريده الله، ان يكون المصحف الشريف ورقا محفوظا في البيوت والسيارات والصدور يتلوه القراء عبر وسائل التطور الحديثة في كل مكان، هذا جيد ولكن لا يكفي".
أضاف: "الله تعالى أمرنا كمسلمين ان نشهد بالحق، يعني لا يهم ان يكون من تشهد له مسلما او غير مسلم، صديقك ام خصمك، حبيبك ام بغيضك، ان قام بعمل حسن عليك ان تشهد انه قام بهذا العمل الحسن، وان كان الذي أساء أخوك او ابنك او اقرب الناس اليك، عليك ان تشهد انه أخطأ، هكذا هو الميزان الشرعي، ان يشهد الانسان لنفسه او على نفسه لمن يحب ولا يحب".
وتابع: "الكثير من المسلمين عادوا الى بعض الجاهلية، والذي كشف هذا الأمر هو المقاومة في لبنان وفي فلسطين وايضا في سوريا. ان الانسان الذي ينظر بعينيه ويسمع بأذنيه ويشغل عقله، لا يمكن إلا وان يشهد للمقاومة بأنها قامت بأعظم عمل في تاريخ العرب والمسلمين الحديث، خصوصا في ضوء الهزائم العربية. ان السموات والارض قامت على ميزان الحق، والدول والنظام الكوني لا تقوم الا بميزان، ان لم يكن الاسلام يشهد بالحق حيثما كان، لا يكون تابعا لنبي او لشريعة ربّانية ولا ينتمي لله ولا لاي كتاب سماوي".
وأردف: "العالم تآمر على المقاومة، لا بل تآمر على سوريا خاصة، لأنها دعمت المقاومة، تدفع سوريا وبغض النظر عن الاخطاء التي نعرفها جميعا، فهي ليست في لحظة ما سببا للحرب على سوريا. فأنظمة اخرى ظلمت وأخطأت أكثر، يكفي الحرب على اليمن. ان السبب الرئيسي لان سوريا دعمت المقاومة واربكت مشروع الإستسلام الإسرائيلي الأميركي في المنطقة، فهذه هي كل القصة، فأتوا بهؤلاء الكفار المجرمين بثوب الإسلام ولحيته. قدر الله تعالى للمقاومة وللجيش السوري ولمن تحالف معه، ان يضربوا رأس هذه الأفعى في حلب، وللأسف ماذا حصل في العالم، لم يدع الى اجتماع طوال الفترة، ولكن عندما سقطت المؤامرة، تحرك الفرنسي والأميركي والإسرائيلي الذي يبكي على المدنيين في حلب، هذا الكذاب الذي يقتلنا كل يوم يبكي على ضحايانا، كما تبكي السعودية وقطر وتركيا".
وقال: "ماذا حل بالمسلمين لا ادري، اين اسلامكم؟ ماذا حل بالإنسان؟ فرنسا التي رفعت اول شعار لحرية الإنسان، اول ثورة في تاريخ البشر الحديث، تصبح جزءا من المؤامرة".
واستغرب الموقف الدولي والغربي من المقاومة، وقال: "هناك، اسمها مقاومة لانكم قاومتم النازيين. وهنا، اسمها ارهاب لانها تقاوم اسرائيل؟ فأي ميزان هذا واي انسانية هذه واي ثورة. اميركا صاحبة شعار حقوق الانسان، بسلاح من يقتل اليمنيون؟ 100 مليون دولار ثمن صواريخ تاو التي وجدت في مستودع واحد للتكفيريين في حلب، وهي مستوردة مباشرة من اميركا، سيارات حديثة تلمع في ضوء الشمس، وتخرج من كل مصانع العالم لتأتي الى الرقة ودير الزور وحلب وغيرها. السيارة التي فجرت موكب الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله الميتسو بيشي، تتبعوها من مرفأ الى آخر، ورقم المحرك ورقم الشيسي، ومن اشتراها ومن نقلها، آلاف السيارات التي تستورد من كل مرافىء العالم، تأتي الى سوريا والعراق، وهل لا تعرف بها اميركا؟ ولا اوروبا؟ ما هذا الذي يحصل؟ اين عقل العالم؟ اين الشعارات في اميركا واوروبا؟ العالم الذي يسمونه حرا. اين الإسلام؟ اين الأمراء والملوك، الذين يتلذذون بقتل وتدمير سوريا والعراق واليمن يوميا، وأيضا مصر؟".
أضاف: "لا يكون المسلم مسلما ولا المسيحي مسيحيا، ان لم يكن مستقيما في شهادته للآخرين وعليهم، فمن اجل ذلك ونقول ونفخر الذي نسير عليه على كل الصعد الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، نرى تخلفا على تخلف، وضمن التخلف تخرج لنا المقاومة في غزة وفلسطين وفي لبنان، والمقاومة التي انتصرت استثناء في سوريا، فليست هناك معركتنا الرئيسية، فضمن هذه الغابة من الظلام، يجد هذا النور الساطع -المقاومة- وهذا النور سيصل قريبا الى القدس بإذن الله تعالى".
وختم: "المكر دائم، المؤامرة مستمرة والمقاومة مستمرة، والله الذي نصر المقاومة في العام 2006 وقبل ذلك وفي غزة مرة بعد مرة، ونصرنا في وجه المؤامرة التكفيرية، سينصرنا قريبا حتى نصل القدس".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)