24 December 2016 - 22:36
رمز الخبر: 426612
پ
اية الله جوادي املي:
قال المرجع الديني اية الله جوادي املي ان "ما حصل في الحوزة هو اننا اختزلنا جميع العلوم في الفقه واهملنا العلوم العقلية والاخلاق لسذاجة ما نعرفه عن معنى الاخلاق بحيث ترانا نعالج المشاكل الاخلاقية بالحلول الشفوية الصرفة وننسى ان الاخلاق علم وليس وعظ لساني".
آية الله عبدالله جوادي آملي

افاد مراسل وكالة رسا للأنباء ان المرجع الديني آية الله جوادي آملي في درس الاخلاق الاسبوعي لسماحته الذي حضره جمع غفير من طلبة العلوم الدينية والجامعيين ومحبي القرآن والعترة النبوية في مؤسسة الاسراء العالمية لقضية التعلم والعلم وقال: قد فرض علينا ديننا التعلم اشفاقا بنا فاذا حاولنا الانتقال من الجاهلية الى العقلانية لامناص لنا من التثقف والتعلم ولغاية حرص الدين على تعليمنا وسلوكنا طريق التفقه والوعي وجب التعلم علينا.

وأكد الاستاذ البارز في الحوزة العلمية بقم المقدسة: تجد بعض العلوم واجبة عينيه وترى الضرب الاخر منها واجبا كفائيا ولم يكتفي هذا الدين بالتوصيات الكلية ليبين انه يمكن تبديل الجهلاء الى عقلاء وان سبيلها الوحيد هو العلم، واذا امعنت في تراثك الديني لوجدت ان التعليمات الدينية تحرضك على اقتفاء العلم ويصل الاهتمام لحد ان تراه يبين ما هو المطلوب قرائته، روي عن الرسول وعن الامام الصادق معا " " العلم ثلاثة فما سوى ذلك فهو فضل: آية محكمة، أو سنة قائمة، أو فريضة عادلة "، فمرد الآية المحكمة الدين والاثنان الاخر احدهم معناه الفقه والآخر الاخلاق والحقوق.

واشار سماحته لبعض المشاكل العلمية المستفحلة في الحوزة العلمية وقال:ما حصل في الحوزة هو اننا اختزلنا الضروب الثلاثة المشارة آنفا في الفقه واهملنا العلوم العقلية والاخلاق لسذاجة ما نعرفه عن معنى الاخلاق بحيث ترانا نعالج المشاكل الاخلاقية بالحلول الشفوية الصرفة وننسى ان الاخلاق علم وليس وعظ لساني، واذا تدققنا في علم الاخلاق لنراه في بعض قضاياه ادق من الفقه والاصول، فالسؤال هو ما يحدث في قرارة انسان ما يفقه علم ما ويعظه عند اعتلائه المنبر وينتهك العلم الذي كان يعظه حين اختلائه مع نفسه؟ لماذا يحصل ان نجد عالم لا يعمل على غرار علمه؟ وهو على يقين باحتواء القرآن هاتيك العظة وتراه يطفق يدرس المادة عينها ولكن وعلى عكس ما يتشفه به يقترف ذنب النظر الى الحرام عند هبوطه المنبر، اين تكمن المشكلة؟ لو اسبرنا العلة لوجدنا المعاناة تكمن في كوننا نجهل النفس وما تضمره وكلما طال جهلنا بالنفس كلما بقت المشكلة عويصة وهل تحتل العقدة بالعظة الصرفة؟

وقال آية الله جوادي: ان حديث "من عرف نفسه فقد عرف ربه" يتطلب الامعان والنظر المعمق ومعناه ان الصراط الوحيد لمعرفة الله هو العلم واذا عرف الانسان ربه لوجد الدين في دخيلة نفسه، قد خلقنا الله برأس مال وضعه في سرائرنا امانتا، يوجد فينا رب بيت وضيف وواجب المروءة والغيرة يحتم علينا ان لا ندعي الغرباء من غير اذن، المروءة والغيرة تعد من اسمى سمات المؤمن.

واضاف: يجب ان تجتمع ثلاثة اصول وفضائل كي تكتمل الغيرة في المؤمن، الاولى منهن هي تطهير الذات من الغير وان لايدخل على غير الله، والاخرى معرفة الهوية، والاخيرة العلم بماهية المعرفة، واكتمال الصفات المذكورة اعلاه تكون الغيرة وعند الاحتضاء بهن يغدو المؤمن غيورا ونعلم ان احدى صفات الله السامية هي كونه غيور فهذه الصفات هي محاولة للتشبه بالله، فقال الامام علي في نهج البلاغة ان المرء اذا تحلي بالغيرة لا يقترف الزناء.

واختتم المفسر البارز قوله بالتلميح الى كون الانسان خلق بمؤؤنة باطنية تمده في سلوك طريق الحياة وقال: يجب ان نجعل الغيرة قياسا نقيس بها كل ما حصل وصادفناه في سلوكنا الدنيوي واذ هو يلائم الغيرة ام يعارضها فيقول الله في سورة النحل مبينا لما اتي سالفا:كنتم عند خروجكم من بطون امهاتكم لا تفقهون شيئا فكنتم صحيفتا بيضاء "فالهمها فجورها وتقواها" فاياكم ان تتعلموا علما يعارض ما استحله لكم ما حلتم في بيته، انه اعلم بما تفتقرون له وما يصلح لكم ان تتلقوه وتتعلموه، اذن الحذار الحذار من تعلم علما يعدل عن الغيرة ولايرعاها. (986/ع930/ك546)

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.