21 January 2017 - 16:58
رمز الخبر: 427370
پ
آية الله الاراكي في مؤتمر "العمران و تشييد المدن":
في كلمة لسماحته خلال المؤتمر الذي عقد بمدينة قم المقدسة تحت عنوان " تاريخ العمارة وتشييد المدن "، لفت آية الله الشيخ الاراكي الى ان المجتمع العاري من الهوية مجتمع يفتقد للثقافة، موضحاً: ان الثقافة هي مظهر وتجسيد لهوية المجتمع، وهوية المجتمع تتطلع الى ترجمة ارادته، ولهذا بوسعنا ترسيخ الهوية من خلال دعم وتكريس الارادات.
آية الله الاراكي

 واعتبر آية الله الاراكي أن تحقيق اهداف المجتمع يتطلب تقوية وتوثيق الارادة، مضيفاً: أن امتلاك الارادة الواحدة، والانسجام الاجتماعي والملائمات التي تتناغم مع الهوية، تمضي بالمجتمع نحو الاهداف، ذلك أن بعض الحكومات الصالحية على مرّ التاريخ لم تتكمن من تحقيق الاهداف التي تتطلع اليها بمعزل عن هذه المقومات والعناصر.

 

وأشار آية الله الاراكي الى دور عمارة المدن في تشكيل وبلورة هوية المجتمع قائلاً: المدينة باعتبارها موجوداً حياً يتأثر بالملبس والمأكل ونمط المعيشة، ذلك ان تغيير النموذج والقدوة يتجلى في السلوكيات الاجتماعية مما ينعكس على تحول المجتمع وتغييره.  

 

واكد سماحته على ضرورة تدوين الفقه الخاص بعمارة المدن، موضحا: لاشك أن ثمة اجراءات عديدة تم اتخاذها بهذا الخصوص، ولكن لابد من تطوير هذه التوجهات وتوسيع دائرتها، لأن الفقة تجسيد للهوية الاسلامية للمدينة، على الرغم من أن فقه عمران المدن لا دخل له بالموضوعات الخاصة بالبناء والانشاء.

 

ولفت آية الله الاراكي الى أن التنوع في التغذية يفضي بالمجتمع الى صراع الهوية، مشيراً: اذا ما تم  القبول بالهوية الاسلامية، ينبغي الاهتمام بالملائمات التي تنسجم وتتناغم مع هذه الهوية، وفي هذا الصدد ينبغي أن يكون المأكل والملبس - باعتبارهما مقومات الانسجام الاجتماعي -  متناسباً ومنسجماً مع الهوية الاجتماعية.

 

وأضاف سماحته: لقد زرت بلدان كثيرة وشاهدت عن كثب كيف ان الشعوب المختلفة تهتم بالاطعمة الايرانية، لأن هذه الاطعمة مستقاة من هوية محددة، وأن هذه الهوية تحظى باستقبال وترحيب المجتمعات الانسانية.

 

ورأى آية الله الاراكي انتشار الاضطراب والقلق في اوساط ابناء المجتمع، إنما هو وليد التأثيرات السلبية لتغيير الهوية، مشدداً: ينبغي للمسلم أن لا يستخدم ما اعتاد عليه عدوه من ملبس ومأكل، لأن هذه الامور تعد من جملة الموضوعات التي تشكل عاملاً في تشكيل الهوية، ومدعاة لإستبدال الهوية وتغييرها.

 

وشدد الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية على اهمية صيانة الهوية الاصيلة للمجتمع الاسلامي، لافتاً: كي لا يبتلى المجتمع بمشكلة تعدد الهوية، لابد لنا من الحرص على ترجمة وتجسيد الاسوة والقدوة  للهوية الواحدة.

 

وأشار آية الله الاراكي، الى ضرورة الحفاظ على التراث الثقافي وأهمية التصدي لهجمات الاعداء التي تستهدف هوية المجتمع، موضحاً: الحضارة الغربية تسعى الى مصادرة الهوية، وفي هذا الصدد تحاول الاسعتانة بوسائل متعددة، غير أن الحضارة الاسلامية تسعى في الحقيقة لإثراء الثقافات الأخرى وتكاملها، وفي هذا المجال ثمة اهتمام خاص بالتنقية والتهذيب.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.