وقال: "رغم كل هذا سنظل نراهن على صحوة وطنية توقظ الضمائر وتحيي النفوس، لعلها تعود إلى الصواب، ويبادر أصحابها إلى إصلاح ما أفسدوه بمسميات الحقوق الطائفية والمذهبية التي ستقضي على ما تبقى من أمل بهذا الوطن، إذا لم نخرج جميعا من نمطياتنا وأحقادنا، ونتعالى فوق المصالح والغايات، لندخل معا في نطاق التعاون المجدي والتصميم الأكيد للبدء بورشة وطنية تقود البلد نحو إصلاح جذري بات ملحا وضروريا، لأن ما يجري في البلد من انحدار وهبوط في المفاهيم القيمية والأخلاقية والسياسية ينذر بحالة من التفلت المجتمعي لا يقف عند حدود".
اضاف: "ما نشهده يوميا من ظواهر في الخطف والفوضى والفلتان المترافق مع شكاوى الناس في كل المناطق، وخصوصا منطقة البقاع وعكار، من بطالة وفقر وضغوطات اجتماعية ومعيشية، يثبت أن هناك انحرافا في الفكر السياسي، وانحطاطا في المفهوم الوطني، وانعداما في الإحساس بالمسؤولية من قبل الذين يجب أن يكونوا ربان السفينة، وأول الداعين، لا بل أول الخارجين من التقوقعات الطائفية والمذهبية إلى الرحاب التي توحد الجميع وتلم شمل اللبنانيين وتؤسس لقيام وطن يكون للفقراء قبل الأغنياء، ولأصحاب الكفاءة قبل أهل الحظوة، وللذين ضحوا وجاهدوا من أجل أن يبقى لبنان بلد العيش المشترك والرسالة الحية في الوجدان الإنساني. هذا اللبنان نحن حرصاء عليه، ونطالب كل القيادات المسؤولة وكل المرجعيات بأن تجهد وتجاهد من أجله، وبأن تقدم المستحيل، وتفعل أقصى ما تقدر عليه لإنجاح مسيرة وطن ضامن للجميع، ودولة لا مكان فيها للطائفية ولا للمذهبية، بل كفاءة ومساواة على أساس المواطنة والانتماء والولاء لبلد يجب أن نكون جميعا في خدمته وجنودا في دولته".
وتابع المفتي قبلان: "فلتغتنم الفرصة، وليقر قانون الانتخاب الذي ينصف الجميع، ويؤسس لبناء دولة الحقوق والواجبات، لا دولة الإقطاع والسمسرات، وليخرج الجميع من بروجهم العاجية كي يروا بأم العين ظروف الناس وأوضاعهم البائسة التي باتت تشكل دافعا نحو الرذيلة وارتكاب الجريمة، ولا سيما في ظل هذا الضغط السكاني الذي تسبب به النزوح السوري الكثيف".
ودعا الى "الإسراع في معالجة موضوع النازحين بجدية مطلقة، لأن إهماله وعدم وضع خطة واضحة ومبرمجة بالتنسيق مع الحكومة السورية يعني الوصول إلى كارثة اجتماعية محتمة، وعلى هذه الحكومة أن تتعاطى مع هذا الأمر بواقعية، إذ لا يكفي الاعتماد على المجتمع الدولي والوعود الأوروبية فلبنان لا يحتمل، وعلى اللبنانيين أن يكونوا موحدين ومعا في مواجهة هذه المعضلة التي قد تهدد كيانهم ووجودهم".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)