06 February 2017 - 16:14
رمز الخبر: 427810
پ
آية الله الاراكي:
ألقى آية الله الشيخ محسن الاراكي الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، كلمة في جمع من طلبة العلوم الدينية في مركز ولي الأمر (عج) للعلوم الانسانية بمدينة قم المقدسة، موضحاً بأن اولى دعوات الله تعالى - مستعيناً بالاولياء الالهيين - تمحورت حول ارشاد الانسان وهدايته للتعاليم الدينية. أما دعوته الثانية فقد اتسمت كونها دعوة عامة واشير اليها بمثابة يوم القيامة، وفي ذلك تكمن خصائص وسمات جمّة.
الامين العام لمجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية اية الله محسن الاراكي

 واعتبر سماحته عدم اطاعة القادة الربانيين مدعاة للظلم الاجتماعي، لافتاً الى أن الظلم الاجتماعي ينشا نتيجة تمرد المجتمع على الاوامر الالهية، ولهذا لابد للمجتمع من التوبة والعودة الى التعاليم الدينية لتجاوز هذا الظلم وتخطيه. ومما يذكر أن الاعلان عن اطاعة الناس ونصرتهم للامام علي (ع) كانت بمثابة عودة، غير ان هذه العودة يجب أن يتبعها رضا الرسول الاكرم (ص) ايضاً. ذلك أن احد شروط العودة ان تكون بعزم راسخ و ارادة ثابتة، ولكن العودة لمناصرة الامام علي (ع) لم تكن كذلك، لأن الامام كان عاتباً على الامة في اواخر عمره.

 

ولفت آية الله الاراكي الى ان الثورة الاسلامية في ايران كانت بمثابة عودة ثانية للامة الى رسول الله (ص)، مضيفاً: لقد رأت الجماهير في دعوة الامام الخميني امتداداً لدعوة رسول الله (ص)، ومن هذا المنطلق نهضت لتلبيتها، ولهذا السبب اقترنت برضا نبي الاسلام (ص).

 

وفي جانب آخر من كلمته أشار سماحته الى دوافع نشوب الاختلاف في اوساط الامة الاسلامية، قائلاً: أن حزب الشيطان يشكل احد عوامل إثارة الاختلاف، لذا ينبغي لنا في ابحاث تفسير القرآن الكريم التأمل جيداً في خصائص وسمات تجمعات حزب الله واولئك الذين ينضون تحت لواء حزب الشيطان، لأن الله تعالى اوضح في كتابه المبين الحدود الفاصلة بين هذه التجمعات بشكل واضح وصريح.

 

وأشار آية الله الاراكي الى ان التولي والتبري يعد من السمات البارزة لحزب الله، لافتاً الى أن موقف اللامبالاة تجاه الجرائم التي ارتكبها  الشاه لا ينسجم مع توجهات حزب الله.

 

وتابع سماحته: من المعلوم ان النظام الشاهنشاهي لم يكن يقبل بالظواهر الدينية، وكان يسعى للقضاء على التوجهات الدينية بالكامل، ولذلك كان يرى الكثير من اللاملائمات الثقافية التي كانت تنتشر في العديد من المدن آنذاك  أموراً اعتيادية، ذلك أن النظام البهلوي كان يهدف من خلال ترويج واشاعة التدني القيمي والاخلاقي الى اقصاء الاسلام ومحوه.

 

واضاف آية الله الاراكي: أن احياء حضارة ايران ما قبل الاسلام، ومحاولة الترويج الى مفهوم ان المسلمين دخلاء علينا واعداء لنا، وكانت الحكومة البهلوية تضع ذلك في طليعة اهتماماتها، ولهذا كانوا يحاربون بشراسة كل ما ينتسب الى الاسلام. 

 

كما اكد الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، في جانب آخر من كلمته، على ضرورة  اهتمام الحوزات العلمية، بصفتها كياناً علمياً وثقافياً فاعلاً ومؤثراً، بتاريخ  ما قبل الثورة واطلاع ابناء الشعب على وقائعه و احداثه، خاصة في المرحلة  الراهنة، داعياً الى ادراج مادة التاريخ المعاصر ضمن مناهجها كي يطلع الجيل الثالث والرابع من الثورة على معالم مرحلة ما قبل الثورة والهجوم الشرس الذي كان يستهدف الاسلام والهوية الوطنية لأبناء الشعب.

 

ولفت آية الله الشيخ الاراكي الى ان الثورة الاسلامية تعد احدى أكبر الامانات الالهية، وأن الامام الخميني (قدس سره) سلّم هذه الامانة الى مختلف فئات المجتمع خاصة طلبة العلوم الدينية. ولهذا ينبغي للجميع العمل بكل جدية للمحفاظة على هذه الامانة وصيانتها.

 

وشدد سماحته على اهمية  اضطلاع هيئة الاذاعة والتلفزيون بمسؤولياتها -باعتبارها جامعة-  في تدريس المفاهيم الاسلامية وتوعية الجماهير بها، لافتاً الى ضرورة تدوين معالم الفقه الخاص بالنشاط  الاعلامي، ومحاولة ترجمة هذا الفقه كما ينبغي في اسلوب عمل الاذاعة والتلفزيون.

 

وأشار الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية الى ان الاعداء لا يكفون عن استهداف اصول الفقه، مضيفاً: لذا فأن ثمة مسؤولية هامة تقع على عاتقنا تكمن في انتاج فقهاً رصيناً قادراً على تلبية متطلبات المجتمع، وهذا ما يدعونا لأن نعمل على توثيق اصول الفقه في مختلف الابعاد. ثمة حاجة  الى فقه يتناول متطلبات نظام الحكم في ظل الظروف الراهنة، ولا يخفى أن مثل هذا سوف تنعكس تداعياته في بلورة منظومة فقهية لنظام الحكم تتطابق تماماً مع شريعة الاسلام.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.