جاء ذلك لدى استقباله جمعاً من اساتذة واعضاء الهيئة العلمية لجامعة المذاهب الاسلامية، واعضاء اللجنة المشرفة على تنظيم مؤتمر تكريم آية الله محمد واعظ زاده خراساني، الامين العام الاسبق للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، لافتاً الى طبيعة الصراع بين الحق والباطل على مرّ التاريخ، موضحاً: لقد شهدت البشرية في مراحل تاريخية مختلفة، ثمة من يسعى الى نشر التعاليم الدينية وتعميمها، فيما يحاول اشخاص آخرون الترويج للرذيلة واشاعة القيم الاخلاقية المنحطة.
وأشار سماحته الى رسالة الانبياء بصفتهم هداة البشرية، لافتاً: العلماء هم ورثة الانبياء وتقع على عاتقهم مهمة مواصلة مسيرة الانبياء، ومن هذا المنطلق فأن مبادرة تكريم الشخصيات العلمائية امثال آية الله محمد واعظ زاده خراساني، تستحق الثناء والتقدير.
ولفت آية الله نوري همداني الى أن آية الله محمد واعظ زاده خراساني كان متواجداً بمدينة قم المقدسة منذ عام 1328 هجري شمسي، مضيفاً: لقد اتسمت هذه الشخصية بالنشاط والمثابرة والقدرات العلمية، مما أهّله لبلوغ مراحل علمية ومعنوية مرموقة مستعيناً بتدينه وتقواه .
واضاف سماحته : أن كتاب ( جامع احاديث الشيعة ) و مجلة ( مدرسة الاسلام ) تعد من انجازات آية الله واعظ زاده خراساني ، إذ ان هذه الشخصية الحوزوية كانت على درجة عالية من الخبرة و المهارة في الفقه و الاصول و علم الكلام و التاريخ ، و استطاع خلال فترة حياته أن يرفد المجتمع بتلامذة كثيرين .
كما اشار آية الله نوري همداني الى مبادرة المرجع الديني الكبير آية الله البروجردي لتأسيس دار التقريب ، موضحاً : لقد كانت لآية الله البروجردي الذي كان استاذاً لشخصيات أمثال آية الله واعظ زاده خراساني ، علاقات طيبة قيمة مع شيخ الازهر ، لان الوحدة بين الشيعة و السنة كانت تحظى بأهمية فائقة في الماضي ايضاً .
و أستطرد سماحته : لا يخفى ان الاعداء يحاولوا بشتى الاساليب و السبل إثارة الاختلاف بين الشيعة و السنة ، و أن محاولاتهم هذه لتحقيق اهدافهم لا تنتهي ، و لهذا ينبغي لنا شيعة و سنة العمل معاً - متوحدين متآلفين - لمواجهة التيارات التي تسعى لبث التفرقة و التصدي لها .
و أكد آية الله نوري همداني على ضرورة مضاعفة المناظرات بين علماء الشيعة و السنة ، لافتاً : لابد من ضبط هذه المناظرات و محاولة الاستفادة منها في مختلف المجالات ، آخذين بالاعتبار اهمية الحفاظ على الوحدة و صيانتها .
و أوضح سماحته : في ظل الظروف الراهنة ، حيث تبذل اميركا و فرنسا و بريطانيا و بقية الدول الغربية ، ما بوسعها لمعاداة الاسلام و تسخير كافة الامكانات لتشويه صورته و النيل منه ، تعتبر فعاليات المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ضرورة ملحة و في غاية الاهمية .
و لفت المرجع الديني البارز : لا يخفى أن الاعداء لا يكفون عن محاولات إثارة النعرات الطائفية و بث التقرفة بين الشيعة و السنة ، مما يحتم اتخاذ خطوات فاعلة و مؤثرة لافشال مخططات الاعداء ، و في هذا الصدد ثمة توجهات و توجيهات في غاية الاهمية لسماحة القائد لابد من الاقتداء بها و تجسيدها عملياً .
و خلص آية الله نوري همداني للقول : الاعداء لا يعنيهم إن كنت سنياً أو شيعياً و لا يعبأون بها ، بل ان كل ما يهدفون اليه هو الحد من انتشار الاسلام و القضاء عليه ، و لهذا نرى تعزيز وحدة المسلمين ، و ارساء اسس التقريب بين المذاهب الاسلامية ، يشكل خدمة للاسلام و نصرة لإمام العصر (عج) .(۹۸۶۳/ع۹۴۰)