24 February 2017 - 18:21
رمز الخبر: 428309
پ
السيد فضل الله نوه برد عون على اي عدوان صهيوني:
ألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين.
السیدفضل الله

ومما جاء في خطبته السياسية:

"عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصى به أمير المؤمنين، عندما جاء رجل يسأله: يا أمير المؤمنين، ندعو ونلح في الدعاء، ولكن لا يستجاب لنا، كيف ذلك والله يقول: {ادعوني أستجب لكم}، {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}؟ فقال الإمام: "إن قلوبكم خانت بثماني خصال: أولها: أنكم عرفتم الله، فلم تؤدوا حقه كما أوجب عليكم، فما أغنت عنكم معرفتكم شيئا. والثانية: أنكم آمنتم برسوله، ثم خالفتم سنته، وأمتم شريعته، فأين ثمرة إيمانكم؟ والثالثة:أنكم قرأتم كتابه المنزل عليكم، فلم تعملوا به، وقلتم سمعنا وأطعنا ثم خالفتم. والرابعة: أنكم قلتم تخافون من النار وأنتم في كل وقت تقدمون إليها بمعاصيكم، فأين خوفكم؟ والخامسة: أنكم قلتم ترغبون الجنة، وأنتم في كل وقت تفعلون ما يباعدكم منها، فأين رغبتكم فيها؟ والسادسة: أنكم أكلتم نعمة المولى، فلم تشكروا عليها. والسابعة: أن الله أمركم بعداوة الشيطان، وقال: {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا}، فعاديتموه بلا قول، وواليتموه بلا مخالفة. والثامنة: أنكم جعلتم عيوب الناس نصب أعينكم، وعيوبكم وراء ظهوركم، تلومون من أنتم أحق باللوم منه، فأي دعاء سيستجاب لكم مع هذا، وقد سددتم أبوابه وطرقه؟ فاتقوا الله، وأصلحوا أعمالكم، وأخلصوا سرائركم، وأمروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، فيستجيب الله لكم دعاءكم".

اضاف: "أيها الأحبة، لقد وعد الله عباده بأن يستجيب لهم دعاءهم، ولكنهم يغفلون أنه شرط عليهم وفاءه لهم بوفائهم له، والتزاماته معهم بالتزامهم معه، ولذلك قال عز وجل: {أوفوا بعهدي أوف بعهدكم}. بهذه العلاقة المتبادلة بيننا وبين الله، يمكننا أن نواجه صعوبات الحياة، ونكون أقوى على مواجهة التحديات".

وتابع: "والبداية من لبنان، الذي لا يزال الجدل السياسي فيه على حاله بشأن القانون الانتخابي، ولم تتبدل الصورة رغم بدء المهلة القانونية المحددة للتحضير للانتخابات النيابية، فهناك من يدعو من القوى السياسية إلى إقرار قانون عصري يلبي احتياجات اللبنانيين للتغيير، ويساهم في تجديد الحياة السياسية، ويعزز المشاركة فيها، ويمنع تهميش أي فئة، ويعتبر أن ذلك يتحقق في قانون النسبية، وهناك من يرى ضرورة التغيير، لكن بشرط أن لا يمس بمصالحه ومكتسباته التي حققها طوال السنوات السابقة، سواء داخل طائفته أو مع الطوائف الأخرى، ويرى ذلك في القانون المختلط. وهناك من يعتقد بضرورة إبقاء القانون المتبع الآن بعد تعثر الاتفاق على غيره، إضافة إلى من يمني نفسه من القوى السياسية بالتمديد، ويعتبره الأنسب، انتظارا منه لتبدل في مواقع القوى السياسية في ظل التغيرات التي قد تجري في الداخل أو في المنطقة، وتجعله قادرا على أن يفرض، ومن موقع القوة، القانون الذي يناسبه، بعدما أصبح الفراغ مرفوضا داخليا ودوليا".

وأعلن: "اننا في ظل كل هذه الطروحات، نعيد التأكيد أننا مع القانون الذي يضمن صحة التمثيل، ويساهم في نهوض هذا البلد وإخراجه من الركود والجمود الذي يعانيه، لكننا سنبقى ندعو إلى التوافق، ونريد فيه التوافق لمصلحة لبنان واللبنانيين، لا توافق مصالح الطبقة السابقة".

وقال: "ونصل إلى الموازنة التي لا يزال اللبنانيون ينتظرونها بفارغ الصبر، لا لأنها تترك آثارها في واقعنا الاقتصادي والمعيشي فقط، بل لكونها ستمثل أيضا التعبير عن المنهجية التي سيتعامل بها العهد الجديد، الذي جاء محملا بالوعود الكثيرة للمواطنين، ولا سيما في القضايا الاقتصادية والاجتماعية التي تمس حياتهم، فهل سيتعامل معها بمنطق فرض الضرائب، بحيث يجعلها الأساس في تأمين الموارد، أم بمنطق ترشيد الإنفاق، وتفعيل الاقتصاد، وعدم الاكتفاء باقتصاد الخدمات، وسد أبواب الهدر والصناديق المثقوبة، وتعزيز الرقابة على المصادر التي تؤمن الموارد المالية للدولة؟ ومن هنا، تأتي نظرتنا إلى موضوع سلسلة الرتب والرواتب، فقد آن الأوان لتقر هذه السلسلة حفظا لكرامات الموظفين، وتلبية لأبسط حاجاتهم، ولا ينبغي أن توقفها قلة الموارد، لأنها لم تؤخذ بعين الاعتبار عندما صرف الكثير على أمور هامشية، أو عندما تم رفع رواتب الوزراء والنواب وغيرهم. نعم، لا بد من أن يواكب ذلك تحسين المنظومة الإدارية والرقابية، ليكون العطاء مقابل عطاء".

اضاف: "في هذا الوقت، عاش اللبنانيون خلال المرحلة الماضية التوتر بفعل التسريبات التي وصلت من مسؤولين صهاينة، بأن الكيان الصهيوني قد يقدم على ضرب لبنان، ورغم معرفتنا بغدره، وعدم تورعه عن القيام بأي عمل عسكري عندما يشعر بأنه جاهز لذلك، ويرى الظروف مهيأة، لكننا نعتبر أن هذه التسريبات تدخل في إطار الحرب النفسية، التي، مع الأسف، تسوق لها جهات داخلية، فإسرائيل تدرك أن لبنان، في ظل تلاحم الجيش والشعب والمقاومة، لم يعد لقمة سائغة، وتعرف أن أي عدوان عليه لن يكون نزهة، بل سيواجه بالصمود والتحدي".

وتابع: "وفي هذا المجال، لا بد من أن ننوه بالرد الصادر عن رئيس الجمهورية، الذي أكد فيه أن لبنان سيرد على أي عدوان صهيوني، وأراد من خلاله أن يثبت معادلة أن قوة لبنان لن تكون بعد اليوم في ضعفه، بل في قوته".

وعن سوريا، قال: "إلى سوريا، حيث بدأت جولة جديدة من المفاوضات، نأمل أن تساهم في إيجاد حل ينهي معاناة الشعب، ويعيد إلى البلد دوره. ولكن، مع الأسف، لم تنضج بعد هذه الحلول، في ظل الفرملة التي تتعرض لها من قبل قوى محلية وإقليمية، انتظارا لمتغيرات قد تحدث في السياسة الأميركية تكون لحسابها ومصالحها، وقد بدأت مؤشراتها بالظهور بالحديث عن مناطق آمنة، وما يستتبع ذلك من تقاسم نفوذ بين الدول الإقليمية والدولية، ما يعيد سوريا إلى ساحة صراع دولي وإقليمي، ويفقدها وحدتها".

اضاف: "من هنا، فإننا ندعو الشعب السوري إلى التعبير عن رفضه لكل المؤامرات التي تستهدفه، من خلال إصراره على التمسك بوحدة سوريا، واستمرار سياسة المصالحات، وتعزيز فرص الحل التي تحفظ حقوق الجميع. في الوقت نفسه، لا بد من التنبيه إلى مخاطر ما يسرب في وسائل الإعلام، ومن مواقع سياسية، من العمل على إنشاء حلف من دول عربية وغير عربية بقيادة أميركا لمواجهة إيران، فنحن نشير إلى خطورة أي عمل بهذا الاتجاه، لكونه لن يساهم في علاج المشاكل والتوترات، بل سيزيدها تفاقما، ولن يستفيد منها سوى العدو الصهيوني، الذي يريد إدخال المنطقة في أتون الصراعات، لتسهيل ابتلاعه لفلسطين، وإسقاط أي موقع قوة في مواجهته. لذلك، لا بد من "أن تبذل كل الجهود من أجل إعادة وصل ما انقطع بين إيران ودول عربية وإسلامية، والعودة إلى لغة الحوار التي ستؤمن، إن حصلت، مصالح الجميع، وتزيل الهواجس غير الواقعية التي تصنع في ما بينهم".

وختم: "نصل إلى العراق، لنحيي قواه الأمنية على التضحيات الجسام التي تقدم، والإنجازات التي تتحقق، والتي لا بد من أن تواكب بوحدة وطنية تؤمن الاستقرار الداخلي لهذا البلد، استعدادا لمرحلة ما بعد داعش، ليعود العراق قويا موحدا متضامنا". (
۹۸۶۳/ع۹۴۰)

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.