وبحسب وكالة أنباء الحوزة التقى سماحة آية الله جوادي الآملي مع رجب صفراف رئيس مركز دراسات إيران المعاصرة في موسكو وألكساندر بروخانوف الأمين العام لجمعية النخب ورئيس تحرير صحيفة (زافترا) (الغد) في روسيا وقال في الإجابة على تساؤل الضيوف حول رسالة الإمام الخميني (رحمه الله) لغورباتشوف: إن نداء الإسلام الذي علا من إيران ومن مدينة قم المقدسة على الخصوص صوت يعرفه الإنسان من صميم القلب، وإن بعثة الأنبياء كانت لتبليغ رسالة الخالق سبحانه والإنسان قد سمع هذا النداء من قبل حين خلقه الله سبحانه وتحدّث معه. فالأنبياء سفراء الله لإبلاغ رسالة نصّها أنّ الإنسان لن ينفى. وهذا بالضبط نصّ الرسالة التي أبلغتها لميخائيل غورباتشوف. كلام الأنبياء أن الإنسان هو الذي يقضي على الموت لا أن الموت يقضي عليه. قال الله سبحانه في كتابة الكريم (كلّ نفس ذائقة الموت) ومعنى الآية أنّ الإنسان يذوق الموت ثمّ يضعه تحت قدميه ويمزقه ويجتازه ليدخل الساحة الأبديّة، وإن نداء الأبدية هذا معروف لدى ضمائرنا لأننا نحب الأبديّة ونريدها. فالإنسان لا يموت بل يعيش أبداً فهو مسؤول عن أفعاله لأنّ خالق هذا النظام العلميّ الرياضي الدقيق سيحاسبه على جميع أعماله.
عاقبة أمريكا مثل انهيار النظام السوفيتيّ
وتوقّع سماحة آية الله جوادي الآمليّ عاقبة أمريكا مثل انهيار النظام السوفيتيّ وقال: إن أمريكا أيضاً على مشارف الانهيار مثل الاتحاد السوفيتي.
وأخيرا أكد سماحته: أرجوا إبلاغ مودتي واحترامي البالغين للشعب الروسيّ العظيم، وإبلاغهم بأنّ رسالة الأنبياء هي تعريف الإنسان بحقيقة ذاته. فالإنسان لن يزول في هذا النظام الإلهيّ، فهو أبديّ والمسافر الأبديّ يحتاج زادا أبديا وهو العقلانية والعدالة التي تنتج السلام والمودة والتعايش السلمي العالميّ وهذه هي حقيقة الحقوق البشرية المشتركة في العالم.
وتحدث الأستاذ بروخانوف عن أوضاع آخر الزمان وقال: نحن نشاهد اليوم حركات نشطة في أرجاء العالم ونشعر بأنّ البشريّة تريد تغيير مظهرها ولكنّها لا تدري إلى أين تسير، إلا أني سمعت أن هناك من سيهدي البشريّة نحو الطريق وربّما يكون ذلك الشخص مهديّكم وربما لا يكون هو، فتحكم قوانين العدالة والإنصاف والواقع ويتكون عالم مستقر وعادل، فأي الأمرين أصحّ؟
أجاب سماحته بأن الجميع ليسوا كذلك، فهناك من يعيش في سلام وطمأنينة كما قال القرآن الكريم (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) فيوجد من يعيش حياته فلا يقطع الطريق على غيره ولا يقتل غيره فهو في عيش رغيد، وهناك من يذهب يمينا وشمالا كالأعمى فلا يجد سبيل الخلاص ولا يسأل خالقه عن بوابة النجاة والفلاح وهذا حال من يجهل ربّه أو يشرك بربّه أو يكفر به.
أما في خصوص نهاية العالم فقد تحدث سماحته عن الإنسان الكامل المسمّى بإمام العصر (سلام الله عليه) الذي هو غاية خلقة العالم وسيرافقه في يوم ظهوره نبيّ الله عيسى (عليه السلام). وذلك اليوم سيكون يوم سيادة العقل والعمل طبقا له. إن حكومة المهديّ (عليه السلام) حكومة عدل إسلامية تتحقق بكاملها في نهاية العالم على يد المهديّ (عجل الله فرجه) وصلاح العالم إنما يكون على يد هذا المذهب وهذه المدرسة.
وأخيرا أعرب سماحة آية الله جوادي الآملي عن أمله في التفات جميع أفراد البشر في كل عصر ومصر إلى نداء الفطرة، ليرغد العالم في السلام والودّ والأمان، وقال إن هذه هي هديّتنا لقراء مجلتكم الأعزاء المحترمين في روسيا.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)