وقال السيد احمد الصافي في الخطبة الثانية لصلاة الجمعة من الصحن الحسيني الشريف اليوم الجمعة (3/3/2017)، "في الوقت الذي تتحقق الانتصارات الباهرة من قبل ابطال العراق المدافعين عن ارض وعرض ومقدسات البلد من الجيش والحشد الشعبي والطيران والشرطة الاتحادية وغير ذلك سيمكنهم الله من دحر وطرد الارهابيين من ارض العراق وسيزف هؤلاء الابطال بشائر النصر، متقدما لهم بالشكر والثناء".
ووجه خطابه لهم قائلا "انكم ترسمون مستقبل مشرق لبلدكم وترخصون ارواحكم له، لذا ستفتخر بكم الاجيال القادمة كما نفتخر بكم الان، لانهم سيتنعمون بالامان والاستقرار بفضل بطولاتكم، وبفضل الدماء الزكية للشهداء".
كما تقدم السيد الصافي خلال الخطبة بالشكر والثناء للعوائل الكريمة التي تدفع وتحث ابنائها البررة للدفاع عن العراق متناسية الظروف الصعبة التي تمر بها، مشيدا بمواقف الميسورين من خلال تواصلهم بتقديم الدعم لاستمرار المعركة".
واستوقف السيد الصافي خلال الخطبة عند قصة جريح فقد ساقيه في معارك الموصل قائلا " توفقت قبل ايام لزيارة بعض جرحى المعارك الاخيرة بالموصل، ومن جملة الجرحى الذين تشرفت بزيارتهم، الجريح (رحيم منذور حسين) من اهالي محافظة الديوانية قضاء عفك، ومن مواليد 1966، الذي بترت كلتا ساقيه ".
واردف في حديثه " عندما نحاول ان نزور بعض الاخوة نعتقد اننا سنزيد معنوياتهم، الا ان الحقيقة معاكسة لذلك فانهم يزيدون من معنوياتنا، اذ اي جريح ندخل عليه نجده ضاحكا مستبشرا ويجعل اصابته رحمة من الله".
ونوه السيد الصافي ان الجريح (جميل) كان طلبه الوحيد انه في حال التعجيل بالاطراف الصناعية فانه سيلتحق باخوته في ساحات القتال، موضحا ان ولده اصيب كذلك في وقت سابق ونقل الى خارج البلد لتلقي العلاج كون اصابته بليغة".
وبين ان "تلك المواقف تسكتنا ولاتوجد كلمة لوصفها كونها ارقى من الكلمات، وتفتقر الى كلمات ترقى لوصفها، مستذكرا قصة الصحابي (رشيد الهجري) الذي اقتطعت كلتا قدميه".
واوضح السيد الصافي اننا "نستشعر عند دخولنا للجرحى كدخولنا على شخص في ليلة زفافه ويقابلونا بالاعتذار، مطالبا الجهات المعنية الاهتمام بهذه النماذج لانها تمثل فخر وعزة البلد".
وتناول السيد الصافي في المحور الثاني من الخطبة الاية (29-30) من سورة الكهف (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (30)).
واشار في توضيح كلتا الآيتين"انها جاءت لتوقظ الانفس، وان الحق ابلج وواضح كوضوح الشمس، وان المشكلة ليست بالحق وانما بالانسان الذي لايميز بين الحق والباطل، مبينا ان "الاية الشريفة جاءت لتكون حجة على الناس من قبل الله، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر".
واضاف ان "الله لايضره معصية الكافر ولا ايمان المؤمن ولا يؤثر ذلك على ملكه، فانه ادى مايؤهل الانسان الى الايمان ثم يأتي الجزاء الاخروي، مشيرا ان الكفر ظلم والكافر ظالم لنفسه وان الكفر لايعد من البطولة بل انه من الجبن".
واختتم السيد الصافي خطبته ان "الله وعد الظالمين بالنار ولا حجة لمن يقول انني لا اعلم، وعليه ان لايجعل استغاثته بعد فوات الاوان. (۹۸۶۳/ع۹۴۰)