وأوضح ان "الحوار الجادّ والحقيقيّ ليس خياراً، بل هو واجب أساسي، ومن دونه ينتفي الدين، حيث لا إكراه في الدين، وهو ضروري لمنع التوترات، فمن خلاله يعرف كلّ جانب حقيقة ما هو موجود عند الآخر، من دون أية حمولات سلبية غالباً ما تحصل نتيجة التباعد، وهو يظهر مدى القواسم المشتركة في الأديان والمذاهب، ويزيل أية هواجس ومخاوف، وحين تشارك فيه المرجعيات الدينية، يحقق نجاحات مهمة، ويحول دون أن يستطيع المستغلّون للخلاف الديني أو المذهبي أن يجدوا أرضاً خصبة لهم، كما يحصل، لحساب مشاريعهم السّياسيّة".
وخلال الجلسة الاختتامية لمؤتمر "ثقافة الحوار ووسائل التواصل الاجتماعي"، أثنى على الجهود الكبيرة الَّتي بُذلت على صعيد الحوار الإسلاميّ ــ المسيحيّ، وعلى صعيد الحوار الإسلاميّ ــ الإسلاميّ، وما نتج منها، مما قد يشكل رصيداً مهماً يمكن استثماره في نزع فتيل التوتر.
وتحدث عن التواطؤ الضّمنيّ الذي نشهده بين الدين والسياسة، فبدلاً من أن نعمل من مواقعنا الدينية على تديين السياسة، وتخليقها بأخلاق الدين، ليكون هادياً وموجهاً للسياسة ومصححاً لمسارها، يحكمها بقيمه، ويحدد لها أهدافها السامية، فإذا بنا، نتواطأ، أو ربما نشارك في التبرير للسياسة، أو في تسييس الدين، أو نلوذ بالصَّمت، ليتحول الدين إلى عصيبة طائفية في مواجهة العصبيات الأخرى، وإلى جسر يصل من خلاله السّاسة إلى تحقيق مطامعهم السّياسيّة، وبغطاء الدّين.
ولفت إلى عدم قيام المرجعيّات الدّينيّة ورجال الدين، بما لديهم من مواقع التأثير في المساجد والكنائس، في بناء صورة إيجابية عن الآخر وتبيان العناصر المشتركة، التي تشيد الشراكة الإنسانيّة والوطنيّة.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)