13 March 2017 - 15:44
رمز الخبر: 428748
پ
المفتي الجعفري الشيخ قبلان:
قال المفتي الجعفري الشيخ قبلان: "أننا لقد كنا في مزرعة يتحكم بها ويتسلط عليها الاقطاع السياسي، وما زلنا حتى اليوم في واقع المزرعة ونهج المزرعة وحكم المزرعة، وقد لا نصل إلى دولة يتمناها ويطمح إليها كل مواطن يؤمن بالنظام وبالمواطنية الفعلية، بما تعنيه من صلاح وإنتاج وإبداع، ورفض للتجاوز والفوضى والتزام تطبيق القانون وعدم التعدي على حقوق وحرية الآخرين".
الشیخ احمد قبلان

أكد المفتي الجعفري الممتازالشيخ أحمد قبلان أن "الذي يطالب بحقوقه، عليه أن يحترم حقوق الآخرين، والذي يطالب بالإنماء، عليه أن يثبت لكل من يريد أن يستثمر أو يوظف أمواله بمشروع أو بمدرسة أو بمصنع أو بمعمل في هذه المنطقة، بأنه في مأمن وغير معرض للسلب أو للنهب أو للخطف، والذي يطالب بالعفو العام، عليه أن يبرهن بأنه أهل لهذا العفو ويستحق أن يعطى الفرصة، أما أن نبقى مستمرين على هذا النحو بحجة "الحق على الحق"، فهذا غير مقبول، وعلى كل من يعنيهم الأمر من وجهاء وزعماء وهيئات وصلحاء التحرك وبذل الجهد، بالكلمة، بالتوجيه، بالترجي، بالتمني، للخروج من هذا المستنقع ووضع الحد لهذا التفلت، الذي بات يشكل حالة غير سليمة وسلبية على المنطقة وأهلها".

وخلال احتفال تأبيني أقامته جمعية الشيخ مصطفى اليحفوفي الخيرية، في قاعة مسجد المصطفى في بعلبك، أوضح الشيخ قبلان أنه "ليس التقى مجرد صلاة وصوم، بل طريقة عيش ونمط حياة، وتأكيد للخير، وخصومة مع الفساد وتنكر للمفسد، والامتناع عن الشراكة الباطلة بشتى معانيها، بما فيها الولاءات السياسية الاعتباطية، والأخطر فيها تضييع الإنسان"، مشيراً الى أن "منطقة بعلبك الهرمل تعاني وأهلها يعيشون أوضاعا ضاغطة اقتصاديا ومعيشيا، والبطالة على أشدها والاستثمارات معدومة، والتنمية في أدنى مستوياتها بسبب غياب الدولة وعدم قيامها بواجباتها وتحملها لمسؤولياتها، وهذا الواقع ليس بجديد، فالدولة لم تكن يوما على قدر طموحات وآمال أهل المنطقة، والمطالبات كانت مذ أطلقها الإمام موسى الصدر ولا تزال، ولكن لا حياة لمن تنادي، لماذا؟ لأن فكرة قيام الدولة غير موجودة في ذهنية المعنيين".

وأشار الى "أننا لقد كنا في مزرعة يتحكم بها ويتسلط عليها الاقطاع السياسي، وما زلنا حتى اليوم في واقع المزرعة ونهج المزرعة وحكم المزرعة، وقد لا نصل إلى دولة يتمناها ويطمح إليها كل مواطن يؤمن بالنظام وبالمواطنية الفعلية، بما تعنيه من صلاح وإنتاج وإبداع، ورفض للتجاوز والفوضى والتزام تطبيق القانون وعدم التعدي على حقوق وحرية الآخرين".

وأكد "أننا لن نصل إلى دولة القانون والمؤسسات إذا لم يبدأ كل واحد منا بنفسه، ببيته، بأفراد أسرته، بأهله، بأقاربه وعشيرته رسول الله يقول: "كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته"، نعم كلنا مسؤولون وليس الدولة وحدها أو هذا المسؤول أو ذاك، أنت وأنا وهو ونحن، الزعيم والوجيه والشيخ والأستاذ والتلميذ كلنا مسؤولون وكلنا معنيون، نحن الدولة، كل واحد منا يشكل جزءا من هذه المنظومة التي اسمها الدولة، إذا فسد واحد من هذه المنظومة فسدت، وإذا صلح الجميع صلحت، فلنستيقظ، فلتكن النهضة عامة وشاملة ببناء المستقبل الذي نريده جميعا".

واعتبر أن "ما يجري في هذه المنطقة العزيزة على قلوبنا تجاوز كل الحدود، ولم يعد مقبولا هذا التفلت الذي لا يقبله شرع ولا قانون، صحيح الدولة مقصرة، صحيح الزعامات والقيادات ليست على السمع، صحيح الظروف الدولية والإقليمية غير مؤاتية، ولكن كل هذا لا يعفينا أبدا من مسؤولياتنا الدينية والأخلاقية والإنسانية، بل يحتم علينا المزيد من الانضباط واحترام الآخر".

وأوضح "أننا نقول لهذه الدولة، بكل ما فيها من سلطات ومؤسسات، وبالخصوص لهذا العهد، نقول ابنوا دولة، ابنوا مؤسسات، عززوا القوى العسكرية والأمنية، ضعوا برامج ومخططات ومشاريع إنمائية، وازنوا بين الأمن والرغيف، فالجوع كافر، والفقر هدام والجهل دمار، كونوا في مستوى المسؤولية، اخرجوا من المزرعة، وادخلوا في رحاب الوطن الجامع والحاضن، وطن الشراكة والتعاون والنهوض، أقروا قانون انتخاب يعزز صوت الناس ويجمع المسيحي مع المسلم والسني مع الشيعي، ويدفع الناس للتفاهمات بعيدا عن البلوكات السياسية والوثنيات المختلفة، ويسمح للأصوات الشعبية أن تتشكل من جديد، لأن بلدا قواه السياسية أكبر من إرادة شعبه، هذا يعني أنه بلد سلطة وليس بلد إنسان، واخرجوا من الاحتكارات السياسية والاقتصادية والسلطوية، كونوا مع الناس ومع مطالب الناس ليكونوا معكم، ونكون جميعا في خدمة هذا الوطن الذي لا نريده إلا موحدا ومحصنا، وقويا بجيشه وشعبه ومقاومته".(9863/ع940)

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.