بسم الله الرحمن الرحیم
اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی فاطِمَة وَ اَبیها وَ بَعْلِها وَ بَنیها وَ سِرِّ الْمُسْتَوْدَعِ فیها بِعَدَدِ ما اَحَاطَ بِهِ عِلْمُکَ.
أبارك لکم جمیعاً وأهنئکم بحلول العام الجدید الذی تزامن مع ذکرى ولادة الصدیقة الطاهرة (سلام الله علیها) متمنیاً لأهلنا وشبابنا الأعزاء وعلى جمیع العوائل عاما مفعما للبرکة.
ما یحدث للطبیعة عند حلول السنة الجدیدة هو حادث تتجدد فیه براعم وأوراق الأشجار ویضاف عام إلى عمر کل فرد، نحن فی تحول الطبیعة هذا نرجو من الحق تعالى المسبب لهذا التغیّر والتحوّل أن یوجد فینا تغیرا وتحولا وأن یجعل هذا التحول الذی یحصل فی هذا الزمان المنور باسم الصدیقة الطاهرة (س) یتصل بهذا المکان المنور بمنزلة ومضجع الإمام الرضا (ع).
معنى تواجد الزائرین والمجاورین بالقرب من المضجع المنور للإمام الرضا (ع) أو أی مکان آخر من الأماکن المقدسة هو أننا نرید حیاتنا مرتبطة باسمائهم، ونرید أن تکون سیرتنا سیرة فاطمیة ورضویة وهذه رسالة مهمة لاحتوائها على نوع من الإرادة والاختیار.
الذین یأتون من أصقاع العالم إلى مشهد المقدسة یریدون أن یقولوا للأئمة (ع) نرید أن تقرن حیاتنا بأسمائکم.
النقطة الأخرى فی العام الجدید هی أن کل تحول وتغییر یحتاج إلى إرادة جادة، إذا کان التحول فی الحیاة الفردیة والحیاة الاجتماعیة مرافق لجزم وتصمیم من الناحیة العلمیة ومن الناحیة الحرکیة ینعم بحزم وبصیرة ستکون تلک الخطى والتحرکات خطى نحو التغییر.
نحن نرید أن تتغیر أنفسنا نرید أن یتغیر مجتمعنا ویتکامل وبالطبع هذا التغیر یتطلب حرکة جادة.
لقد خطى نظامنا وبلدنا العزیز خطوات کبیرة، أما فی المجال الاقتصادی، فعلى الرغم من أن الأعداء یریدون أن تبقى أمتنا فی ضائقة وتهدید یوجد لدینا سبیل للنجاة وهذا السبیل هو الاقتصاد المقاوم الذی تفضل به قائد الثورة الإسلامیة العام الماضی.
علینا الالتفات إلى القدرات الکثیرة الموجودة فی داخل بلادنا، مثل الثروة الشبابیة الکبیرة التی تجعل من کل الساحات المتواجدة فیها ساحات مفعمة بالنشاط والنجاح.
لا ینقصنا شیء فی بلدنا، طاقات، وشعب صاحب إرادة أثبت فی کل ساحات المواجهة مع الباطل أنه منشأ للبرکات.
إن شاء الله سنخطو فی هذا العام ببرکة الاسم المبارک للزهراء (س) بإرادة وتصمیم نحو تحول وتغییر فی المجالین الاقتصادی والاجتماعی ونبتعد عن کافة الآفات الاجتماعیة التی تهدد المجتمع.
ونأمل ببرکة الاسم المقدس للإمام الرضا (ع) أن یسیر رجال ونساء وشباب هذه الأرض بإرادة فولاذیة نحو إزالة کل المشاکل والمصاعب التی تعترضنا.
نحن بصفتنا خدمة الأهالی الأعزاء فی هذه المحافظة المنورة نتعهد بالعمل بقرار وحکم التعیین الصادر من قائد الثورة الإسلامیة والبنود السبعة الواردة فیه من حیث الاهتمام بالزائرین ومن حیث الاهتمام بالمحتاجین والفقراء.
فی العام السابق بدأنا العمل من جهة الاهتمام بالزائرین خاصة الزائرین للحرم المطهر لأول مرة والمحتاجین ومن جهة الاهتمام بالمسائل الثقافیة أیضاً، ولکن علینا فی هذا العام تکمیل هذه الخطوات وجعل آثار وبرکات هذا المضجع المنور ملموسة فی حل مشاکل حیاة الناس، زائرین کانوا أو مجاورین.
نرید من أهلنا الأعزاء فی خراسان الکبرى وبالخصوص من أهلنا فی مشهد المقدسة الذین هم بمثابة المستضیفین لضیف الإمام الرضا (ع) لجهودهم ونشاطهم فی انتظار الضیوف، ومن الزوار الذین یتحرکون بحیویة ونشاط نحو الإمام الرضا (ع) لیستنیروا بنوره، أن یتغیروا وأن یکون هذا المکان لهم محلاً للتعلم.
شکراً لکم جمیعاً وأتمنى أن أکون خادما لائقاً للعتبة الرضویة المقدسة ولکل الزائرین والمجاورین الأعزاء.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)