وبين الشيخ عبد المهدي الكربلائي ان الانحراف الفكري هو جذر المشكله وهو الاساس ونأمل ان نصل الى الجذر ونعالجه، وان داعش عنوان ضمن مجموعة عناوين افرزها الفكر التكفيري هذا الفكر الذي شوه صورة الاسلام وحرف جوهر الاسلام عن معانيه الاصيلة، ولا يزال هناك بعض الجهات التي تروج لهذا الفكر مبينا ان صفحة المعركة مع داعش انتهت، ولكن تبقى المعركة الفكرية معركة الحفاظ على الاسلام الاصيل، مشيدا بالموقف الشجاع والثبات عليه من قبل بعض المشايخ من اخواننا اهل السنة رغم تعرضهم الى التفجيرات ومحاولات الاغتيال في بعض المناطق التي تكون بها هذه المواقف اصعب من غيرها، مشيرا ان مجموع هذه المواقف كانت نتيجة لما صدر من فتوى للمرجع السيد السيستاني دام ظله ومواقفه اتجاه الوضع في العراق وان ما قدمته المرجعية اوصلتنا الى هذه النتيجة، ولم يبقى علينا الا ان نحافظ على هذه النتيجة.
ورسم سماحة المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة خلال استقباله لوفد مؤسسة الامام الشافعي، الذي شارك في المؤتمر السنوي الثاني الذي اقامته العتبة الحسينية المقدسة بالتعاون مع المؤسسة والتي مقرها في بغداد، والذي عقد تحت عنون (بالاخوة الاسلامية نبني عراقا مزدهرا)، رسم في كلمته الترحيبية بالوفد خارطة طريق للحفاظ على صورة الاسلام المحمدي الاصيل، والحفاظ على البلد وسلامة اهله من خلال الأخذ بالمشتركات التي تجمع المسلمين، ونبذ الافكار التكفيرية المنحرفة.
وقال سماحته في بداية كلمته "اشكر واثني على هذه المواقف الشجاعة للاخوة في هذا الوقت العصيب الذي يمر به العراق والامة الاسلامية ونحتاج الى الموقف الايماني الشجاع والصلب والثبات على هذا الموقف وان تطلب بعض التضحيات، لان الاسلام لايمكن ان يقوم بمجرد الكلمة والنصيحة والموعظة وبيان الاحكام وتطبيقها، مثلما يحتاج الى التضحيات، كما هو العهد في اول قيام الدولة الاسلامية، ونحن نشيد بموقف الاخوة المشايخ بالرغم من انهم في بعض المناطق تكون هذه المواقف اصعب من غيرها، بما فيها التهديدات والمخاطر التي لاتقتصر على مجرد التضحية بالجسد والدم، بل التعرض الى بعض المواقف الاجتماعية مما يضيق عليه اتخاذ مثل هذه المواقف ضد هذا الفكر التكفيري، ونحن نقدر ونثمن للاخوة اتخاذ هذا الموقف الشجاع والثبات على هذا الموقف، لان البعض يكون له موقف ولكن يتراجع فيما بعد، ولكن بعض من هؤلاء الاخوة تعرضوا الى اتفجيرات ومحاولات اغتيال ومع ذلك ثبتوا على هذا الموقف".
وبين سماحته "ان مجموع هذه المواقف كانت نتيجة لما صدر من فتوى للمرجع السيد السيستاني دام ظله ومواقفه اتجاه الوضع في العراق، وما تقدمه المرجعية الان اوصلتنا الى هذه النتيجة ولم يبق علينا الا ان نحافظ على هذه النتيجة، وهنا فقد اتضحت المواقف ولم تبقى هناك غشاوة اوضبابية بعد ان اتضحت الامور وتبين من هو الذي يسير على الحق ومن هو صاحب الفكر الذي انحرف عن الاسلام وشوه صورة الاسلام ليس في داخل العراق فقط بل خارج العراق.
واضاف " علينا ان نعيد صورة الاسلام الحقيقية والناصعة الاسلام المحمدي الاصيل وهذا يتوقف على ما تبذلونه انتم بالذات من رجال الدين فهم اساس ذلك يتوقف عليهم تثبيت دعائم الاسلام و الحفاظ على صورة الاسلام من خلال الكلمة الشجاعة والموقف الحق والصريح خصوصا في بعض المناطق التي تشهد الصراع الاقوى وبالذات في الجانب الفكري، لانه الان في الواقع صراع فكري، فكر يحرص على قيم الرحمة والمودة والاحترام والتعايش السلمي، وفكر مضاد يغرس قيم القتل والذبح والحرق والتفجيرات، كذلك حينما يظهر منكم هذه الشجاعة في بيان حقيقة الاسلام وان هذه الجماعة قد انحرفت عن طريق الحق، هذا يمثل موقف اسلامي اصيل وشجاع، والان الحمد لله انشاء الله هؤلاء لا يبقون وعنوان داعش لايبقى انشاء الله انتهى سوى شيء بسيط في الموصل وبعض المناطق".
ودعا ممثل المرجع السيستاني الى الثبات بقوله "لذلك ندعوكم اخواني الى الثبات على هذا الموقف الحق وبيان الحقائق للناس بيان ما ورد عن الاسلام من نصوص قرانية واحاديث شريفة على حقيقته، فهناك مشكلة لدى البعض في التأويل انه يحرف المعنى الذي اراده الله سبحانه وتعالى وأراده النبي صلى الله عليه واله الى معان اخرى يوحي بها الشيطان، لذلك نأمل انشاء الله ان تبين حقائق السنه النبوية الشريفة الى الناس تبين حقائق الايات القرانية تبين حقائق السيرة النبوية الشريفة الذي جاءت رحمة للناس، فالنبي خاض الحروب دفاعا عن الاسلام ونشرا للإسلام وإنقاذا للناس من ظلمات الجهل والضلالة والشرك الى نور العلم الالهي وسعادة وكمال الانسان بالتوحيد هذا كان الغاية من هذه الحروب". ولمرحلة ما بعد داعش اوصى الشيخ الكربلائي بتصحيح الافكار والجهر بالحق بقوله "والان صفحة المعركة مع داعش انتهت ولكن تبقى المعركة الفكرية معركة الحفاظ على الاسلام الاصيل، وكما بينا لكم ان صورة الاسلام قد تشوهت لدى بعض الشعوب في الدول الاخرى حتى لدى البعض في الدول الاسلامية لعلهم خدعوا ضللوا بهذه الصورة التي رسمتها هذه المجاميع التكفيرية، وتعلمون ان داعش عنوان بل مجموعة عناوين افرزها الفكر التكفيري هذا الفكر الذي شوه صورة الاسلام وحرف جوهر الاسلام عن معانيه الاصيلة، موضحا بحديثه انه لا يزال هناك بعض الجهات التي تروج لهذا الفكر،لذلك نأمل انشاء الله وانتم لكم المكانة في محافظاتكم وفي مدنكم ان تستمر هذه التوعية، والجهر بالحق وبيان حقائق الاسلام.
واشار ان الموقف الشجاع والثبات الذي كان سمة الذين كانوا مع الامام الحسين وخلدهم التاريخ لذلك فان الانسان المؤمن هو ان يقول الحق امام سلطان جائر او انحراف فكري ويثبت على هذا الموقف وهذه هي دائرة الولاء الحقيقية ".
وفي نهاية حديثه اوصى سماحته بتجسيد كل هذا من خلال الاخذ بالمشتركات بقوله "فهناك مشتركات كثيرة وكلنا على خط الاسلام الواحد على خط النبي صلى الله عليه واله مشتركات كثيرة تدعونا ان نقف هذا الموقف، لانه ربما البلد الاكثر الذي ناله الضرر الفكري وليس فقط الدمار، والدماء الزكية التي سالت وما خلف ذلك من آثار نفسية واجتماعية بشرية، وكثير من الايتام والارامل كلها بسبب هذا الانحراف، وان العراق هو اكثر بلد تضرر في كل المجالات، ونحن بحاجة الى ان نعمل جميعا وخاصة في هذه المناطق في تثبيت هذا الحق وبيان هذا الانحراف لان جذر المشكله هو هذا الأساس الفكري المنحرف.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)