وأشار الشيخ حمود الى "أن ثاني هذه الاسباب كان الظلم الذي مورس من قبل هذه التيارات القومية في معظم سجون الدول العربية تقريباً، وأول نبتة تكفيرية أظهرها مصطفى شكري خلال وجوده في السجون بدأت تتشكل عنده الافكار القطبية بشكلها التكفيري وتمت مناقشته في داخل السجون من قبل أركان الأخوان المسلمين وجمعت هذه الحوارات في كتاب طبع بعد خروجه من السجون طبعا في أيام السادات يعني بعد عام 1970 تحت عنوان دعاة لا قضاة، ونسب الكتاب الى حسن الهضيبي المرشد العام للأخوان المسلمين في حينه، فيما اشترك الجميع في هذه الحوارات التي تشكلت منها مادة الكتاب"، ولفت حمود الى "ان وبغض النظر عن أي أخطاء أخرى نتهم بها الاخوان المسلمين لكن هذا الكتاب شهادة لهم بأنهم حاولوا الوقوف في وجه التكفير لكن هذا لم ينفع، وخرج شكري مصطفى يعتبر المجتمع كافراً ويعتبر أموال المجتمع حراماً ويعتبر الاختلاط بالكفار حراماً فسمى نفسه ومن معه الجمعية الإسلامية لكن الإعلام سماه التكفير والهجرة لأنه كفر المجتمع وهجره.
ورأى حمود ان "شكري دعا الى هجرة فعلية و مارسها، فهو مكث مع جماعته في أماكن بعيدة، ولم يكونوا يسمحوا لأنفسهم الا بتناول ما يربونه من مواشي وطيور وعاشوا حياة خاصة بهم مبنية على تكفير المجتمع ثم مارسوا دعوتهم وكان أول إنجاز لهم"، وهم قاموا بقتل من وقف بوجههم، وأولهم العلامة المصري الشيخ حسين الذهبي، الذي لديه عدة كتب واهمها "التفسير والمفسرون"، وهذا العلامة تحدث عنهم بسوء وقال أنهم خوارج العصر، فخطفوه وقتلوه بطلقةٍ في عينيه لكي يقولوا أنه دجال اي هو اشبه بالمسيح الدجال او الأعور الدجال وما الى ذلك، وكانت هذه بدايتهم الاجرامية سنة 1976".
وأكد حمود ان "اذا حللنا شخصية مصطفى شكري ومساره سنجد في اسباب ظهوره بقوة على الساحة في حينه كل ما ذكرناه من تفسير حرفي للقرآن، وفشل دعاة القومية وحملة الشعارات الكبرى وغياب المشاريع الأخرى وفشل الفكر الشيوعي وسقوط الماركسية، وبالتالي هذه التجربة اذا تمت دراستها ستكون نموذجاً اول لهذا التكفير"، لافتا الى ان التجربة الأخرى في هذا السياق كانت تجربة عبدالله عزام الذي كان يرغب في أن يقاتل اليهود فعلا لكن لم تسمح له الظروف المعقدة للوصول، ولم تكن تسمح الحركات الفلسطينية واليسارية بالذات أن تعطي مجالاً حقيقياً للشباب المتدين في أن يخوضوا معارك وهذا حدث فعلا قبل خروج المقاومة الفلسطينية من الاردن، وفي لبنان عشنا ما يشبه ذلك".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)