وفي حديث الجمعة بمسجد الإمام الصادق عليه السلام بمنطقة القفول في العاصمة المنامة شدد العلامة الغريفي على حاجة خطاب الوطن سواء أكان خطاب أنظمة أو شعوب إلى التأسي بما تناوله رسول الله “ص” في قوله “..وأمّا الحياء، فيتشعب منه اللين، والرأفة، والمراقبة لله في السر، والعلانية، والسلامة، واجتناب الشر، والبشاشة، والسماحة، والظفر، وحسْن الثّناء على المرء في النّاس، فهذا ما أصاب العاقل بالحياء، فطوبى لمنْ قبل نصيحة الله، وخاف فضيحته، …”.
وأشار أن خطاب الوطن بحاجة إلى هذه المعطيات أو المكونات تسعة لخصلة الحياء مؤكداً أن هذه المكونات تشكل حاجة كبيرة لخطاب الأوطان، سواء أكان خطاب أنظمة، أم خطاب شعوب.
وقال إن “خطاب الأوطان في حاجة كبيرة إلى اللغة اللينة الطيبة النظيفة، وليس إلى اللغة القاسية السيئة المبتذلة، فكم دمرت هذه اللغة الثانية أوطانا وشعوبا، وإلى (الرحمة، والرأفة)، وليس إلى الشدة والقسوة، فكم أزمت هذه اللغة الأخيرة أوضاعا، ووترت أجواء. وإلى (مراقبة الله تعالى في السر والعلانية)؛ لكيلا يجنح هذا الخطاب إلى الطيش، والنزق، والعبث بالحقوق والمقدرات، ولكيلا ينزلق نحو الخيارات الخاطئة، وإلى لغة السلم، والأمن، والاعتدال، وليس إلى لغة الحرب، والرعب، والتطرف، وإلى أن يكون خطاب خير، لا خطاب شر.
وأضاف العلامة الغريفي أن خطاب الوطن يجب أن يكون خطاب بناء، لا خطاب هدم. وخطاب إصلاح، لا خطاب إفساد. وخطاب وحدة، لا خطاب فرقة. وخطاب تهدئة، لا خطاب تأزيم.
وشدد على أن خطاب الأوطان في حاجة كبيرة أن يكون خطابا لا يقتل الأمل، ولا يزرع اليأس، ولا يسرق البسمة، ولا يصنع الدمعة، ولا يخلق الرعب، وإلى أن يكون خطاب رفق وتسامح، لا خطاب عنف وتشدد، وإلى أن يكون خطابا قادرا أن يجتذب الحب، والثناء، والرضا، والاطمئنان، لا أن يكون خطابا يستنفر الكراهية، والذم، والسخط، والقلق”.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)