وأكد على الدور الرسالي لرؤساء العشائر الواعين، باعثاً برسالة الى القادة السياسيين ورؤساء العشائر وأبناء المجتمع كافة بانهم إذا أرادوا الخير لأنفسهم فأنّ عليهم التقيد بالتوجيهات الصادرة من المرجعية وقراءة صحيفة الصادقين التي تحمل بين طياتها حلولاً لكل مشاكل العراق، مشدداً على إنشاء مؤسسة تعنى بالصلاة وتعهد اليها نشر هذه الفريضة العظيمة بين الناس.
وقال السيد كريم الجيزاني من على منبر جامع الرحمن في المنصور ببغداد، إن "مرَّ علينا امس ولادة الإمام الباقر وتمر علينا اليوم ولادة الإمام الهادي وكل منهما يشكل نوراً وهاجاً في حياة البشرية فلنحاول أن نأخذ درساً من هذا المنبع الصافي، فما يتعلق بالإمام الباقر فهو الدعوة الى مكارم الأخلاق حيث كثّف الإمام الباقر دعوته الى إصلاح مكارم الأخلاق لتكون هي العلامة الفارقة لتعامل المسلمين فيما بينهم فكان يدعو الى إفشاء السلام وهو مظهر من مظاهر روح الإخاء والودّ والمحبة والصفاء في العلاقات الاجتماعية كما ودعا الى تطهير اللسان وتقييده بقيود شرعية لإدامة العلاقات بين الناس".
واضاف الجيزاني "لقد اوضّح الإمام الباقر كيفية التعامل مع مختلف طبقات المجتمع كما دعا الى الارتباط بأهل التقوى وتعميق أواصر العلاقات معهم لما اختصوا به من خصائص تؤثر على المصاحبين لهم تأثيراً إيجابياً لتجسيد المثل والقيم الإسلامية في الواقع ، وبين بعض حقوق المؤمن على المؤمن ومن هنا نجد أنّ الإمام الباقر يؤكد على الاهتمام وتنظيم العلاقات والروابط الاجتماعية بين الناس والمجتمعات لما لها من أهمية في حفظ المجتمع ونظم أمره".
وبين الجيزاني ان "من امثلة هذه العلاقات هي الرابطة العشائرية التي فيها الكثير من العزة والقوة والتنظيم، الا أنّه قد حصل فيها ابتعاد عن الهدف الذي وضعت له فأصبحت في بعض حالاتها نظاماً متعصباً قائماً على التفرد وإلغاء الآخر ولو بإبادته ومصادرة ممتلكاته ، فأزهقت الأرواح وانتهكت الاعراض واحرقت البيوت وسالت أبحر من الدماء ، ولكي لا يكون الكلام نقداً مجرداّ فقد بذلت المرجعية الرسالية جهداً في سبيل إصلاح النظام العشائري من خلال المؤلفات كفقه العشائر للشهيد الصدر قدس سره ورؤى إسلامية في نظام العشائر وتقاليدها لسماحة المرجع اليعقوبي، وتبعتها فتاوى كثيرة في ما يتعرضون له من حالات ، لكن هذا الجهد غير كاف لأننا جميعاً مطالبون بأن يكون لنا دور في التمهيد لظهور الإمام المهدي وتمكينه من إقامة دولة العدل الإلهي".
واوصى الجيزاني العشائر بأربعة وصايا "نوصي عشائرنا الكريمة بأربعة وصايا اولها الحذر من التصدي للرئاسة بغير حق والوصية الثانية هي ان المأمول من رؤساء العشائر الكرام أن يكونوا مصداقاً لحديث إمامهم الصادق (كونوا لنا زيناً ولا تكونوا علينا شيناً) والوصية الثالثة هي الالتحاق بالدورات التي وجه بها سماحة المرجع اليعقوبي في النجف الأشرف ، للتزود بالفقه والعقائد والإدارة والعلاقات الإنسانية والوصية الاخيرة هي الالتزام بتوجيهات وبيانات سماحة المرجع اليعقوبي التي دعا فيها الى حصر إقامة المناسبات الدينية والاجتماعية كحفلات الاعراس ومآتم العزاء في القاعات والحسينيات ، وأن تقتصر مجالس الفاتحة على يومين لحماية أرواح الناس من جرائم الإرهابيين ولا يفوتنا ان نؤكد اننا لا ننسى الدور الرسالي لرؤساء العشائر الواعين الذين قدموا أروع صور التضحية والفداء من أجل العقيدة والوطن".
وبعث الجيزاني رسالة الى السياسيين العراقيين ورؤساء العشائر "أود أن أرسل رسالة الى القادة السياسيين ورؤساء العشائر وأبناء المجتمع كافة، انهم إن أرادوا الخير لأنفسهم فأنّ عليهم التقيد بالتوجيهات الصادرة من المرجعية ومتابعة وقراءة صحيفة الصادقين التي تحمل بين طياتها حلولاً لكل مشاكلنا فان فيها بيانات وخطابات المرجعية الرشيدة واخبارها ونشاطاتها ، وفيها نظرة المرجعية الثاقبة للمستقبل واستشرافها له والتي يكشف فيها المرجع اليعقوبي للامة الخطط والمشاريع التي أعدت للمنطقة الإسلامية والعربية، والحلول والعلاجات للمشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية التي يعاني منها البلد والامة ، اضافة الى مختلف الاستفتاءات والمسائل الشرعية للمرجع والتوجيهات الاجتماعية الصادرة منه الى الامة".
واشار الجيزاني "لا يفوتنا ان نبارك الانتصارات والمفاخر التي حققها مجاهدونا في معركة الموصل والساحل الأيمن منها والتي ما كانت لتحصل لولا إخلاص المقاتلين وصدقهم في الأداء ووحدة التشكيلات العسكرية والتنسيق بينها وغضبتهم لله تعالى، كما عبر سماحة المرجع اليعقوبي، كما نشيد بالدعم الشعبي للمقاتلين الذي كان له الأثر الكبير في رفع معنويات التشكيلات العسكرية كافة وصمودها وبسالتها فإن يد الله مع الجماعة ، وانهيار العدو وهزيمته في معاقله بعد أن كان يتبجح بمحو المدن المقدسة".
وبخصوص دعوة المرجعية لانشاء مؤسسة خاصة بالصلاة، قال الجيزاني "ينبغي أن نفهم التوجيه الصادر من المرجع اليعقوبي بإنشاء مؤسسات تعنى بالصلاة وتعهد اليها نشر هذه الفريضة العظيمة بين الناس ، وتكون لها مهام والتي منها دعوة الناس الى أداء الصلاة لمن ترك الصلاة أو لمن لم يصل أصلاً وكذلك إدارة النقاشات المباشرة مع من لا يصلي واقناعهم والرد على تبريراتهم وشبهاتهم بالحكمة والموعظة الحسنة وكذلك حث المؤمنين والتحريض والدعوة الى حضور صلاة الجمعة والجماعة وكذلك دعوة رجال الدين للتصدي لإقامة صلوات الجماعة في المساجد التي تخلوا منها ، ويمكن أن تقوم ايضا بمعالجة صلاة الناس فقهياً وأخلاقياً ومعنويا وكذلك الدعوة الى إيجاد رابطة للمساجد تضم جميع المساجد في كل منطقة لمناقشة أهم القضايا التي يعاني منها المجتمع ووضع الحلول المناسبة لها وكذلك عمل ملصقات وبوسترات للدعوة لما تقدم ، وإنشاء مواقع التواصل الاجتماعي تدير هذه المواضيع وما يتعلق بها وبالتالي يشكل هذا كله برنامجاً واعياً لشكر أنعم الله تعالى". (۹۸۶۳/ع۹۴۰)