وخلال رعايته حفل تكريم أقامه المركز الإسلامي الثقافي في قاعة الزهراء في حارة حريك، لعدد من الفتيات اللواتي بلغن سنَّ التكليف الشرعي، لمناسبة المبعث النبويّ الشّريف، أشاد السيد فضل الله بالأهل الأعزّاء الَّذين يتحملون المسؤولية في دفع أولادهم إلى العمل بالقيم التي جاء بها الإسلام وكلّ الرّسالات السّماويّة؛ قيم المحبة والرحمة ومد جسور التواصل مع الآخرين، فهم لم يقصروا بواجباتهم ليقدموا إلى المجتمع أولاداً قادرين على القيام بهذا التكليف الَّذي شرّفهم به الله، وعلى تحمل أعباء هذه المسؤولية والقيام بواجباتهم، لافتاً إلى أننا نريد لزهراتنا المكلفات أن يدخلن إلى الحياة من هذا الباب، لا من أبواب أخرى.
وأكَّد فضل الله أنَّ الحجاب ليس قطعة على الرأس، بقدر ما هو تعبير عن حجاب للعقل في مواجهة كل جهل وخرافة وغلو، وحجاب للقلب عن كل حقد وضغينة، وهو حجاب عن كل أنانية واستئثار وفساد، مشيراً إلى أنَّ من المسيء اعتبار الحجاب تقسيماً للمجتمع، أو إثارة للحساسيات، فيما هو واجب دينيّ، ولا يمكن إلا أن يكون عنواناً للتلاقي والتواصل مع الآخر.
وختم قائلاً، أنَّ "الله حمَّل الفتاة المسؤوليَّة في بداية حياتها، ليؤكّد الدّور الكبير للمرأة وقيمتها في المجتمع، وهو تأكيد على قدرتها على تحمل المسؤولية التي عجزت الأرض والجبال عن حملها. ولا بدّ من العمل على رعاية فتياتنا وتأهيلهنّ لحمل مسؤولية الحياة بكلّ تفاصيلها، وإلا سنبقى نعيش المعاناة، لأنَّنا بذلك لن نخسر نصف المجتمع، بل سنخسره كلّه".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)