05 May 2017 - 21:28
رمز الخبر: 430143
پ
الشيخ احمد قبلان:
اكد الشيخ قبلان على أن "الشراكة الوطنية التي تعني وحدة لبنان، ومشروع عيش اللبنانيين المشترك، ونحذر من عقلية المكاسب السياسية، التي قد تأخذنا إلى أزمة وطن".
الشیخ احمد قبلان

 ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة أسف فيها لأن "المهل تتهاون، والوقت يضيق، فيما حدة الخلاف حول الصيغ الانتخابية تكبر وتتعاظم، وصراع المصالح والحسابات الفئوية والطائفية والمذهبية يتعمق أكثر فأكثر، ما يعني أننا أمام مرحلة خطرة، وفي مواجهة استحقاق وطني ومصيري، قد يغير كيانية لبنان وصورته، إذا لم يسارع الجميع إلى تقديم التنازلات، واعتماد الخطاب الذي يجمع ولا يفرق، وإرساء استراتيجية وطنية تخرجنا من المزارع والكانتونات إلى لبنان الواحد الموحد، لبنان الذي لا يستغني فيه المسلم عن المسيحي، ولا المسيحي عن المسلم، لبنان الشراكة والتوافق ورفض كل أشكال وأنواع التحريض وإثارة العصبيات. فاللبنانيون جميعا، بمسلميهم ومسيحييهم، تواقون للأمن والأمان في بلدهم، وينتظرون بفارغ الصبر انطلاق مشروع الدولة وبناء مؤسساتها، بعيدا عن الاعتبارات الطائفية، وفي سياق كلنا لبنانيون، ولا نريد سوى الدولة. فالدولة وحدها هي الحاضنة للجميع، حينما يكون التعاون قائما ومبنيا على أسس وطنية ثابتة، ووفق المفهوم الذي يقول الوطنية تعمل ولا تتكلم، والسياسة في خدمة الناس لا في خدمة الأشخاص والفئات وإمرار الغايات وتحقيق المكاسب واحتكار المناصب ونهب المال العام".

 

وأشار قبلان الى أن "هذا الوطن ليس لهذه الفئة أو تلك، ولا لهذا الزعيم أو ذاك، إنما هو لجميع اللبنانيين المتشاركين والمتعاونين على بناء الدولة التي تحميهم وتحفظ حقوقهم وتؤمن لهم العيش الكريم، بعيدا عن المتاجرات والسمسرات والصفقات، القائمة على مختلف أنواع النهب والفساد والإفساد. إن البلد على حافة انفجار اجتماعي ومعيشي خطير، وما نشهده من حالات فقر وبطالة وسلب وقتل وأوضاع اجتماعية مدمرة، يدفعنا لأن نقول حيث يعم الجوع لا يمكن أن يرعى للقانون حرمة".

 

وتحدث عن السياسيين بالقول:"نعم، لقد شبعوا، واستملكوا، واستحوذوا، واستأثروا، داخل السلطة وخارجها، فأنساهم شبعهم لبنان وما يتهدده من مخاطر، واللبنانيين وما يتعرضون له من مآس وهموم وخوف، كل ذلك بسبب جشعهم وصلفهم وعدم تحملهم للمسؤولية الوطنية التي توجب عليهم جميعا أن ينحوا في الاتجاه الوطني السليم، وأن يكونوا فريقا كاملا متكاملا متجانسا من أجل إنقاذ بلدهم، وتقديم ما يلزم من مجهودات وتضحيات لأجل هذا البلد، الذي لا يمكن أن يبقى واحدا موحدا، إلا بتفاهم وتوافق أبنائه، وتأكيدهم على استنهاض دولتهم وبناء مؤسساتها انطلاقا من قانون انتخابي يعتمد النسبية الكاملة، ويؤمن عدالة وصحة التمثيل، لأن الاختلاف على قانون الانتخاب مهما كانت صيغته، لا يجوز أن يتحول صراعا على مكاسب الطوائف والزعامات، فالمطلوب أن يكسب لبنان الوطن والمواطنة، لا لبنان الكنتونات والفدراليات".

 

وأكد قبلان "الشراكة الوطنية التي تعني وحدة لبنان، ومشروع عيش اللبنانيين المشترك، ونحذر من عقلية المكاسب السياسية، التي قد تأخذنا إلى أزمة وطن. كما نحذر من لعبة الوقت والرهانات الخاسرة، وندعو الجميع في ظل هذه المرحلة الدقيقة والحساسة، التي تمر فيها المنطقة، إلى طي الخلافات وتناسي الخصومات، وتوحيد الجهود وتعزيز المواقف الوطنية التي تجنبنا حرائق المنطقة، وتمكننا من إنجاز الاستحقاقات ومواجهة التحديات".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.