وقال جمعة في تصريحات له، اليوم الجمعة: إن هناك جماعات متطرفة تعمل على فرض أيديولوجيتها العقدية أو الفكرية أو المذهبية على المجتمع، ولا يمكن أن يتأتى لها ذلك إلا من خلال محاولة استقطاب نخبة من العلماء والمفكرين والمثقفين، وبخاصة المشهورين أو النابغين، ليكونوا في مقدمة أدواتها لنشر أفكارها المضللة.
وتابع: تقدر كل جماعة من هذه الجماعات أن قوتها تُقاس بعدد عناصرها، وقدرتها على الحشد والاستقطاب والتجنيد، ومستويات الولاء، فكلما كان الولاء لقياداتها أعمى رأت ذلك مصدر قوة لها، ولا سيما تلك الجماعات التكفيرية التي تجند الإرهابيين للقيام بالعمليات الانتحارية والتفجيرية، فإنها تريد مسخًا بلا عقل، لا يناقش ولا يراجع ولا يفكر، إنما يثق ويتلقى وينفذ.
وشدد علي أنه في سبيل الوصول إلى ذلك تغلف الجماعات المتطرفة أعمالها بسياجات متعددة من السرية والكتمان، وتعمل في عالم الخفاء، فهم كالخفافيش التي لا تستطيع أن تحيا إلا في الظلام، وتتخذ هذه الجماعات من أدلجة بعض العلماء والمثقفين وسيلة لأدلجة المجتمع أو أوسع قطاع ممكن منه، وطبعه بطابعها، أو إيمانه بأفكارها، وعلى أقل تقدير تعاطفه معها، وفي سبيل ذلك تبذل لهؤلاء من أدعياء العلم والثقافة من المكاسب والمصالح والمنافع ما يربطهم بها برباط وثيق، مع ما يعلمه هؤلاء من العقاب المنتظر لمن يفكر في الخروج على هذه الجماعات.
وأضاف، أكثر العلماء والمفكرين والمثقفين الذين وقعوا في براثن هذه الجماعات لم يستطيعوا الفكاك منها رغبًا أو رهبًا، غير أنهم قد خسروا أنفسهم وحريتهم، وانساقوا إلى طريق اللا عودة واللا رجعة، مشددًا أن أي عالم أو مفكر أو مثقف يمكن أن تُشترى ذمته على حساب قضايا دينه أو وطنه لخائن للدين والوطن.
وفرق وزير الأوقاف المصري بين أن العالِم أو الواعظ أو الإمام المؤدلج وغير المؤدلج فكريًّا، أي المنتمي وغير المنتمي من حيث سهولة الرجوع إلى الحق والالتقاء في منطقة وسط، وقابل لأن يسمع الرأي الآخر، وألا يجادل إلا بالحق وبالتي هي أحسن.
وجدد جمعة، طلبه بعدم تمكين أي من المنتمين للجماعات المتشددة والمتطرفة لا من صنع القرار الديني ولا الفكري ولا الثقافي ولا التعليمي ولا التربوي، ولا حتى مجرد التمكن من تشكيل العقول وبخاصة عقول النشء والشبـاب، مشددًا أن ما تقوم به هذه الجماعات المتطرفة هو عين الجناية على الإسلام.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)