07 May 2017 - 19:36
رمز الخبر: 430206
پ
دعا ممثل المرجعیة الدینیة العلیا والمتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي، إلى التحرك الفكري والثقافي المناسب لمواجهة مسألة الطائفية، لأنها لم تعد مرتبطة بفكر مجموعة من الأشخاص بل أصبحت مرتبطة بمصالح بعض الجهات الإقليمية والدولية، فيما بين مؤسس حملة رسل المحبة والسلام العالمي الشيخ عارف شجاع، بان حملة رسل المحبة والسلام تضم أشخاص من الرجال والنساء من جميع أطياف المجتمع العراقي اتفقوا على نشر المحبة والسلام في العالم أجمعين، فيما بينت الإعلامية في الحملة شيماء السعدي إن كلمة الشيخ عبد المهدي تعبر عن جوهر عمل الحملة وهو نشر مبادئ المحبة والسلام، وان عددهم الآن يصل إلى (۱۰۰) شخص تقريبا.
الشيخ عبد المهدي الكربلائي

 وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال استقباله لوفد يمثل حملة رسل المحبة والسلام العالمي في الصحن الحسيني الشريف في كربلاء المقدسة، “إن لعنوان هذه الحملة اهمية في الوقت الحاضر، داعيا الى وضع برنامج يتناسب مع طبيعة العنوان وتوضع دراسة لكيفية التحرك المثمر الذي يكون ذو جدوى في توظيف الطاقات والإمكانيات المناسبة لذلك، ونحتاج إلى تنظيم ورؤيا لإنجاح هذا العمل وأن تكون هناك دراسة وتشكل لجان علمية متخصصة عارفه بأوضاع العراق، وجذور ومناشيء هذه المشكلة، وبعد ذلك وضع العلاج والآليات المناسبة لذلك، للحد منها أو التخفيف من آثارها ونتائجها”، وفق وكالة نون.

وضرب الشيخ الكربلائي مثلا على الطائفية وسبل معالجتها بالقول، “مثلا مسألة الطائفية لعله الكثير شَخَصَ إن القضية مرتبطة بالجانب الفكري والثقافي وهذا الفكر وجد له أرضيه في الكثير من الدول والشعوب ولا يمكن لهذه الأرضية أن تكون لو لم يكن هناك منشئا قويا، وإذا بحثنا نجد إن هذا المنهج له جذور فكرية وثقافية تمكن من خلالها أن يغسل عقول الكثير من الشباب والناس بحيث تحول هؤلاء إلى هذا المنهج ليس فقط في العراق بل في دول أخرى، لذلك نحتاج هنا إلى التحرك الثقافي المناسب ومعرفة ما هي آليات هذا التحرك.

وأضاف ممثل السید السیستاني “نعم ليس من ألسهوله حل هذه المشكلة لأنها لم تعد مرتبطة بفكر مجموعة من الأشخاص بل أصبحت مرتبطة بمصالح بعض الجهات الإقليمية والدولية، لذا يجب إن يكون التحرك على الأقل على مستوى البلد والشعب العراقي ونبتدئ مع الشباب لأنهم الشريحة الأهم”.

ووجه سماحة المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الحملة بالآليات التي يمكن إتباعها للوصول إلى هدفهم، “فنأمل من الإخوة إن يضعوا برنامجا ثقافيا وفكريا ويضعوا الآليات المناسبة لهذا التحرك الثقافي وكيف يواجهون هذه المسألة، خاصة وانه في الوقت الحاضر نجد إن منظومة الإعلام الالكتروني أخذت حيزا مهما في التأثير على عقول الشباب والناس، فمن الممكن إن تكون هناك مجموعة ممن لديهم البراعة والتخصص في مجال وسائل الإعلام الالكتروني لكي ينشروا مواد ثقافية يبينوا فيها ظلالة هذا المنهج وانحرافه، ولماذا يندفع هؤلاء الشباب ويلتحق بمجاميع إرهابية لكي يقتل مجموعة من الأبرياء، وكيف استطاع التكفيريين أن يجعلوا هذا الإنسان بمنظومتهم الفكرية أن يصل إلى حالة يقدم فيها على الانتحار لقتل مجموعة من الناس، فقطعا هذا الشخص قد تأثر بفكر ليصل إلى مرحلة يعتقد فيها بأنه بهذا العمل يدخل الجنة، وإلا حياة الإنسان اعز شيء لديه، وليس فقط ان احد قال له أنت تدخل الجنة إذا قمت بهذا العمل”.

وأشار سماحته إلى وجوب معرفة الطريقة التي يقنع بها الإرهابيين هؤلاء الناس، “علينا أن نعرف ما هو المنهج الذي اتبع حتى تأت الشباب من مختلف البلدان لكي يقاتل ويقتل، فإذا لم يكن هناك فكر لا يمكن أن يصل الشخص إلى هذه الحالة لذلك نحتاج إلى أن ينظم العمل، بمجموعة تتحرك في الجانب الثقافي والفكري لمعرفة ما هي الوسائل الناجحة والمؤثرة في الوقت الحالي لكي نوضح ظلالة وزيف هذه المنظومة الفكرية، حتى نؤثر على الشباب تأثير عكسيا في هذا جانب”.

ونوه سماحة الشيخ على الجانب العشائري بأن العشائر كيان اجتماعي مهم وتأثيره مهم أيضا وكلمته مسموعة في البلد، وكذلك الانفتاح على الآخرين من شرائح المجتمع الأخرى مثل الجامعات والوجهاء وغيرهم والاستماع إلى أرائهم، والاستفادة ممن يمتلكون من وجاهه في الدولة لمساعدة الناس المحتاجين وقضاء حوائجهم، كالنازحين والأرامل والأيتام، واستغلال إمكانية الوجاهة لدى المنظمات المختلفة لمساعدة الناس، حتى يشعر الناس في تلك المناطق بأننا نعيش مشاكلهم ونساعدهم على حلها، والاتصال برجال الدين في المناطق التي شهدت أزمات والالتقاء بهم خاصة من يكون لهم تأثير، ومعرفتهم ومساندتهم بما يحتاجون.

وأكد سماحة المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة، بضرورة الرجوع إلى توجيهات المرجعية الدينية ودراستها، لأنه في الفترة الماضية ومع تطور الأحداث كانت هناك توجيهات متعددة للمرجعية الدينية، ومن الممكن الرجوع إليها ودراستها وتعريف الناس بها واتخاذها منهج عمل متكامل.

وقال مؤسس حملة رسل المحبة والسلام العالمي وعضو مجلس شيوخ ووجهاء الدورة الشيخ عارف شجاع الطائي، “جئنا لمقابلة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي ليبارك لنا في عملنا ونستفيد من توجيهاته، لأننا نعتقد بأنه سيكون جزء كبير من الحملة فهو راعي للإنسانية، وان السيد السيستاني حفظه الله أوصى ويوصي دائما بجميع الطوائف والأقليات وهو هذا المنهج نفسه الذي نسير عليه نحن ونقول أن رجال ديننا هم الذين طالبوا بمحاربة الطائفية”.

فيما قالت الإعلامية شيماء السعدي وهي احد أعضاء حملة رسل المحبة والسلام العالمي والإعلامية في وزارة النفط، إننا نعمل من اجل أن تكون هناك ألفة بين جميع طوائف المجتمع العراقي، ونستخدم وسائل التواصل الاجتماع من اجل إيصال رسالة السلام للكل من خلال العديد من “الجروبات” التي تضم مختلف أطياف العراقيين، ونهتم بالمواضيع التي تكون لها مساس بالمواطن مباشرة، ولا يهمنا سوى الكلمة الصادقة والكلمة الموحدة، فكنا اقل من عدد أصابع اليد والآن وصل عددنا إلى (100) شخص تقريبا.

وأضافت السعدي نحن يوميا نلتقي بالعديد من الشخصيات السياسية والدينية والثقافية، واليوم تشرفنا بمقابلة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي الذي أوضح لنا وبين الكثير من الأمور المهمة التي تصب في مصلحة عملنا، وكانت كلمته تعبر عن جوهر عمل المنظمة وهو نشر مبدأ المحبة والسلام في المجتمع العراق بكل مكوناته.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.