جاء ذلك خلال كلمته في الاجتماع التاسع عشر لأساتذة السطوح العالية والخارج في حوزة قم العلمية، حيث بين إن العلوم الإسلامية ومثل باقي العلوم، تطورت بمرور الزمن، فبعد أن كانت العقيدة، والأحكام، والأخلاق، باعتبارها ثلاث فروع، تجمع في كتاب واحد باسم الفقه، تشعبت كلها وألف العديد من الكتب حولها.
وأشار آية الله مكارم الشيرازي إلى تطور الفقه عبر الزمان والمكان، داعيا العلماء وأساتذة الفقه إلى أن يستعدوا للإجابة على عديد الأسئلة والشبهات التي اجتاحت الساحة بعد الثورة الإسلامية.
وأوضح المرجع مكارم الشيرازي إن هناك ثلاث مدارس فقهية لمعالجة القضايا المستحدثة، أولها مدرسة الجمود التي لا تظهر أي مرونة، فعلي سبيل المثال، يرى أصحاب هذه المدرسة إن الحدود الشرعية لا يمكن تطبيقها إلا بوجود إمام معصوم، كما لا يجيزون صرف الوجوه الشرعية لاعتقادهم بعدم إمكانية إيصالها للإمام المعصوم.
وتابع سماحته إن المدرسة الثانية هي المدرسة المتشددة التي يعالج أصحابها القضايا بالحذف والإزالة، فعلى سبيل المثال، يجيز أصحاب هذه المدرسة بعدم وجوب الصيام في المناطق التي تتجاوز مدة الصيام فيها 22 ساعة.
وقال آية الله مكارم الشيرازي أن المدرسة الثالثة هي مدرسة الاعتدال التي وصف الإمام الخميني فقها بـ “الفقه الجواهري”، مؤكدا إن هذا الفقه بمقدوره أن يجيب على القضايا المستحدثة وتلبية الاحتياجات العصرية، ولكن عبر البحث والتدقيق والجد العلمي، داعيا أساتذة الحوزة العلمية إلى الحذر من تغلغل مدرسة الجمود أو التشدد في الحوزة، مشدد على اتساع أفق برامج الإسلام.
هذا وقد حث سماحته طلاب الحوزة العلمية على النشاط الجماعي، وقال إنه بات إحدى احتياجات الحوزة، إذ ينتج عنه برامج أكثر نضجا، واتساعا، وأقل خطأ مقارنة بالنشاط الفردي.
وفي جانب آخر من حديثه، قال المرجع مكارم الشيرازي إن الشيعة مظلومون اليوم، لأنهم رفعوا راية الاستقلال ويواجهون عدوا، في الداخل والخارج، يريد النيل منهم.
وفيما أكد على ضرورة تبيين وإظهار خدمات الشيعة، آية الله مكارم الشيرازي عن استعدادات لإقامة مؤتمر خدمات الشيعة في تأسيس وتطور العلوم الإسلامية بهدف التعريف بخدمات الشيعة للعالم.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)