10 May 2017 - 15:28
رمز الخبر: 430283
پ
الشیخ فضل الله التقى مسؤولين في النرويج:
قام العلامة السيدعلي فضل الله بزيارة إلى النروج، إثر دعوة تلقّاها من الجالية الإسلامية في البلاد، والتقى عدداً من المسؤولين النروجيين، وتباحث معهم في سبل تعزيز الحوار بين العالم الإسلامي والبلدان الغربية، والعمل بالمشتركات على صعيد القيم الأخلاقية والدينية.
السیدفضل الله

 وأشار سماحته إلى ضرورة أن يفهم أتباع الأديان ما يؤمن به كل دين فهماً عميقاً وصحيحاً، داعياً إلى إزالة الأمية التي تقف حاجزاً أمام تواصلهم مع بعضهم البعض، فعند ذلك نستطيع أن نخفف الكثير من التوترات والحساسيات التي نعانيها. وشدّد على ضرورة العمل على تعزيز القيم المشتركة بين الأديان السماوية، فهذه القيم واحدة، ولا تختلف بين المسيحية والإسلام، لأنه لا يوجد صدق مسيحيّ وصدق إسلاميّ، مشيراً إلى ضرورة توحيد الجهود من أجل مواجهة التطرف الذي بدأ يضرب الجميع، ويخرج الأديان عن جوهرها وعمقها.

 

ودعا الغرب إلى عدم الخلط بين الإسلام والتطرف، معتبراً أنَّ ما نشهده من إجرام وقتل وممارسات يقوم به هذا الإرهاب، هو بعيد كل البعد عن الإسلام وتعاليمه، وهو حالة طارئة غير متجذرة، يستفاد منها لأغراض سياسية هنا وهناك، وإن حاول هذا التطرف استغلال بعض النصوص وإخراجها عن إطارها وفهمها الصحيح. ورأى سماحته أنَّ بإمكان النروج أن تلعب دوراً بنّاء، وأن تقدم نموذجاً في قدرة الأديان على التعايش والتكامل فيما بينها.

 

وفي وزارة الثقافة، التقى سماحته بالسيدة إيرين تفيدت وانجن حيث قدّر دور النروج الثقافيّ، داعياً إلى تفعيل هذا الدور، مؤكّداً الدعوة بشكل دائم إلى اندماج المسلمين، ولا سيما جيل الشباب، في المجتمع النروجي، واعتبارهم جزءاً منه، وعدم شعورهم بالغربة فيه، مع ضرورة أن تأخذ الخصوصيات والهواجس لهذه الفئة بعين الاعتبار، داعياً الغرب إلى إعادة النظر في فهمه للحجاب، ولبعض الأمور الأخرى التي تتعلق بالدين الإسلامي.

 

وفي مقرّ وزارة الخارجية في أوسلو، التقى سماحته مساعد وزير الخارجية النروجي إربك بولسن، وتطرق إلى التنوع الذي تعيشه النروج، واحترام الإنسان في هذه البلاد، واحتضان من أتوا إليها من الخارج، معتبراً أنّ كل ذلك هو محلّ تقدير واحترام.

 

وشدّد سماحته على أهمية الحوار لفهم الآخرين، بعيداً عن الإسقاطات التي يثيرها البعض حول الإسلام وغيره، لافتاً إلى التنوعات والاجتهادات الإسلامية الكثيرة، وإلى احترام الإسلام للآخر، وحثّه على العدل كأساس في العلاقة مع الناس. كما شدَّد على أهمية القيام بمشاريع تعاون بين المسلمين والمسحيين، للتخفيف من حدة الصراعات الطائفية. وتحدّث سماحته عن مشروع ملتقى الأديان والثقافات للحوار والتنمية الذي أسَّسه، ودوره في تقريب وجهات النظر في لبنان على الصعيد المسيحي- الإسلامي تحديداً.

 

من جهته، أكد بولسن أن داعش لا تمثل صورة الإسلام، فهناك صور أخرى مختلفة، مشيداً بمؤسسات المرجع فضل الله، وبالفكر المنفتح لمؤسسها، مؤكداً أهمية خطاب التسامح وقبول الآخر، كبديل من الخطابات الانفعالية المتوترة.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.