وقال السيد احمد الصافي في الخطبة الثانية لصلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني الشريف اليوم (12 /5 /2017) التي استهلها بدعاء الامام الحسن العسكري عليه السلام الذي كان يدعو به في قنوت صلاة الليل وعلمه لبعض اصحابه، موضحا انه دعاء طويل ومضامينه عالية، ورد فيه (اللـهم والداعي إليك، والقائم بالقسط من عبادك، الفقير إلى رحمتك، المحتاج إلى معونتك على طاعتك، إذ ابتدأته بنعمتك وألبسته أثواب كرامتك، وألقيت عليه محبة طاعتك)".
واضاف ان من الضروري ان يسعى الانسان بمقدار ما يستطع لتكون اعماله بمحط رضا الامام المهدي سلام الله عليه، مبينا ان هذا السعي لايعد من الامور الكمالية، مستشهدا بحديث الامام الحسين عليه السلام " رِضا اللهِ رِضانا أَهْلَ الْبَيْتِ"، مستدركا ان هذا السعي من الامور التي تصب في قبول الاعمال باعتبار ان الامام المهدي عليه السلام هو الشخص المعني بالمشروع الالهي الضخم الذي يملأ الارض قسطا وعدلا، وانه يمثل مشروعا ذات ابعاد كبيرة وواسعة كونه المسؤول عن تنفيذ تلك القضية وان عبارة المصلح ذكرتها جميع الاديان.
وتابع ان الجميع يترقب ومفتقر والكل ينظر الى هذا الوجود المبارك.
واردف ممثل المرجعية الدينية العليا ان العقيدة المباركة والمهمة مع وجود حفنة من السنين الفاصلة مابين ولادته والوقت الحالي لاشك انها شهدت تحريف على نحوين، الاول في نكران اصل هذه العقيدة، موضحا انه سياتي من ياتي وسبقه من كتب وحاول ان يزيف هذه العقيدة الحقة بما أوتي من مآرب، مشيرا ان النحو الثاني يتمثل في ظهور دعاوى تنسب للامام بهدف الاغترار والانخداع بها مع ايمان الفرد باحقية العقيدة الا انه يحاول ان يحرف تطبيقات هذه العقيدة، مستشهدا بالقران الكريم الذي كان ولايزال يصدح ويتحدى الناس في ان يأتوا بمثله، مشيرا ال ان جميع تلك المحاولات فشلت وكلما حاول البعض الاتيأن باشياء فانها تضحك الثكالى.
وقال السيد الصافي ان الامام المهدي عجل الله فرجه حاول ان يزيف تلك الدعاوى التي لا اصل لها في العقيدة.
واوضح نحن أمرنا ان نكذب كل من يدعي ان له علاقة خاصة بالامام المهدي، منوها الى ان لتلك الدعاوى رواج في العقول الساذجة والنفوس البسيطة.
وحذر خطيب جمعة كربلاء من خطر الاغترار بهذه الدعاوى المزيفة التي تنسب نفسها للامام، مؤكدا ان من ضمن مظلومية الامام المهدي عجل الله فرجه ان ينسب له المتردية والنطيحة.
واردف ان من الضروري ان يقوم كل مؤمن عاقل بالدفاع عن العقيدة الصحيحة المتمثلة بعقيدة الانبياء، مشيرا الى ان الجهل الثقافي والعقيدة المأخوذة بطريقة غير صحيحة تؤدي للوقوع في فخاخ الدجالين، وتفسح المجال امام العقول النتنة والاقزام في ان ينسبون انفسهم للامام عليه السلام.
وشدد السيد الصافي على ضرورة ان يقوم الانسان بتطوير نفسه وان يتعلم ويأخذ الامور من مصادرها الحقيقية التي اصبح من السهولة الوصول لها عبر العلماء الذين يتواجدون في كل مكان، حتى لايقع في الضلالة والانحراف ويكون عرضة لهؤلاء السذج الذي يقتاتون بالامام المهدي امام ضعاف الناس، موضحا ان "الامة التي ينتشر فيها الجهل امة لا تفلح".
وبين ممثل المرجعية الدينية ان ترك العلماء واللجوء الى هؤلاء لغرض ايصالنا وربطنا بالامام يمثل ظلامة كبيرة سببها الجهل المدقع، مستغربا من وجود طلبة جامعيون لايعرفون اي شيء عن الامام المهدي رغم هذا الكم الهائل من الثقافات وفي هذا العصر.
واعتبر ان البعض يتساهل مع هذه الامور ويروج لها ويقول لعلها صحيحة وان في هذا الشخص المدعي النور، موضحا ما ابعد هؤلاء الناس عن العقائد وان هنالك جناية كبرى حينما يربط ما جاء به الله تعالى بالخزعبلات، مشددا على ضرورة الابتعاد عن تلك الامور التي يراد منها هز اقدس عقيدة وتلويثها وتسخفيها، منوها ان على الشخص ان تكون عقيدته راسخة مأخوذة من عين صافية بعيدة عن الخزعبلات.
واختتم السيد الصافي خطبته بالتحذير من الانجرار وراء تلك الدعاوى، على اعتبار ان ذلك الانجرار باطل وخطأ وليس له اي علاقة بقضية الامام المهدي، وان الذي يستغلون السذج والبسطاء أكلون للسحت.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)