واعتبر: "أن ما يدور من كولسات حول صيغة انتخابية جديدة تحقق صحة التمثيل، ما هي إلا خداع بخداع للبنانيين، فالقديم سيبقى على قدمه، ولو تبدلت بعض الوجوه، والمنهجية هي هي ولو تغيّرت بعض العناوين. ما يعني أن المحسوبيات والمحاصصات والفساد وكل ما هو معاكس لقيام الدولة وانتظام الحياة السياسية مستمر، لا بل في ازدياد، طالما أن المخولين صياغة قانون الانتخاب هم الخصم والحكم، وهم من نهب الدولة وأوصلها إلى هذا الفراغ، ويدعون بأنهم سيعملون على الإصلاح، وسيقودون البلاد إلى شاطئ الأمان والاستقرار. إن ادعاءهم هذا وهم وفي غير محله، لأن الواقع يقول: لا هذه الطبقة السياسية ولا غيرها يمكن أن تبدل الحال، فلبنان تأسس على التوزيعات الطائفية وتقاسم النفوذ وعلى قاعدة هذا الموقع لهذه الطائفة، وذاك لتلك. ولاشك أن هذا المنطق عفا عليه الزمن، وطوته الحداثة والتطور، وصار من الماضي الآفل، وعلى من يفكر ببناء دولة بمعانيها الوطنية والقيمية والكفاءاتية، عليه أن ينزع من فكره وقاموسه هذه الثقافة المتخلفة، وينطلق نحو وطن الإنسان ودولة القانون، عبر قانون انتخابي عصري وحديث، يتشارك فيه الجميع، ويحفظ حقوق الجميع، وإلا فليكفوا البحث في هرطقات التأهيلي والنسبية وكل أخواتهما من التفصيلات والمقاسات الممسطرة، ولإجراء الانتخابات وفق القانون الحالي، منعا من الوصول إلى الفراغ المدمر، والدخول في متاهات المجهول الذي لا قدرة للبنان واللبنانيين على تحمله ومواجهته، في ظل ضائقة معيشية واجتماعية وأمنية، ويد عاملة غير لبنانية تكاد تحتكر أسواقنا، وسط رهانات البعض على تحويل النزوح إلى شراكة اجتماعية، تغرق لبنان وتهدده بالسقوط".
وفي الختام، توجه قبلان "لمن سيلتقون في الرياض برعاية أميركية من أجل ناتو عربي إسلامي بالقول: "كنا نتمنى لو كانت هذه القمة قمة سعودية إيرانية مصرية عراقية سورية يمنية وغيرهم، تخرج بإعلان "حرمة الدم والوطن والعرض والفتن"، وتأكيد اتفاقات الأخوة والشراكة والمصير الواحد، ويتشاركون من أجل ناتو يحرر فلسطين ويصون المنطقة ويحفظ كرامة الأمة، لأن التاريخ علمنا أن اللاعبين الكبار يتعاملون مع شرقنا الأوسط كغابة حروب يجب أن تأكل الأخضر واليابس من أجل مصالحهم وسيطرتهم، فعسى أن تعود العرب للعرب، حتى لا تفنى العرب بحروبها ضد بعضها البعض".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)