واكد قائد الثورة الاسلامية خلال استقباله (الاربعاء) حشدا من القادة العسكريين والمضحين والقائمين على تنظيم برامج وامسيات خاصة باحياء ذكرى حقبة الدفاع المقدس، على احياء خواطر وذكريات الثماني سنوات من الحرب التي فرضت على ايران باستخدام الامكانات الفنية والادبية الحديثة لتكون في متناول الاجيال الجديدة.
ونوه قائد الثورة الاسلامية الى النتائج الايجابية التي خلفتها فترة الدفاع المقدس رغم الخسائر المادية والبشرية الناجمة عن الحرب المفروضة؛ مؤكدا ان الاحتفاظ بالروح الثورية في المجتمع الايراني وديمومة الثورة الاسلامية تعد من النتائج الايجابية لفترة الدفاع المقدس.
ودعا آية الله الخامنئي الى التحلي بالايمان والاتكال الحقيقي على الله لتخطي العقبات والتغلب على كافة التحديات، مؤكدا سماحته أن الجمهورية الاسلامية الايرانية بامكانها ان تدعي اليوم انتصارها على جميع التحديات التي تواجهها، وذلك في ضوء الخبرات التي اكتسبتها من خلال تغلبها على العديد من العراقيل المعقدة في حقبة الدفاع المقدس.
واستعرض قائد الثورة الاسلامية الظروف العصيبة التي مرت بها بالبلاد ابان اندلاع الحرب المفروضة على ايران قائلا انه منذ العام 1981 حتى بداية العام 1983 كانت الظروف عنيفة جدا في ساحات الحرب وكانت الجمهورية الاسلامية تواجه ظروفا سيئة للغاية من حيث المعدات العسكرية وجهوزية القوات المسلحة، فيما كان العدو قد تموضع على بعد 10 كيلومترات من مدينة اهواز (جنوب البلاد).
واردف سماحته قائلا، لكن القادة العسكريين والمضحين استطاعوا بفضل التوكل على الباري تعالى وتحديد قدراتهم وامكاناتهم والاعتداد بها، ان يغيروا تلك الظروف؛ حيث انطلاق عمليتي "الفتح المبين" و"بيت المقدس" العظيمتين خلال النصف الاول من العام 1982 والتي ادت الى اسر الاف المعتدين البعثيين واستعادة قسم كبير من ارض الوطن وتحرير مدينة خرمشهر (جنوب).
وأكد قائد الثورة الاسلامية أن كافة القوى العالمية بما فيها اميركا والاتحاد السوفييتي السابق الى جانب (الانظمة) الرجعية في المنطقة كانت قد اصطفت ضد الجمهورية الاسلامية خلال فترة الحرب المفروضة، مضيفا سماحته لكننا ورغم هذه الظروف استطعنا ان ننتصر على هذه القوى جميعا؛ ومتسائلا "الا تكفي هذه الخبرات لنشعر بالطمانينة والهدوء؟".
وشدد اية الله السيد علي الخامنئي ضرورة الحفاظ على ثقافة الدفاع المقدس بمختلف الامكانات والسبل الادبية والفنية كي تتناقلها الاجيال وتبقى خالدة على مدى التاريخ؛ محذرا من المحاولات الرامية الى امحاء هذه الثقافة من الاذهان.
واكد سماحته على تواصل الاجيال اليوم مع الاجيال التي سطرت اسمى الملاحم خلال الدفاع المقدس وذلك من خلال الحفاظ على روح التضحية والشهادة، مصرحا ان اليوم وكما حدث خلال الثمانينات (من القرن الماضي) نشاهد الشباب الذين يصرون على الحضور في ساحات الدفاع عن المراقد المقدسة، ومؤكدا ان ذلك ينبع من الثقافة التي ورثها البلاد من حقبة الدفاع المقدس والجهود التي بذلت لتخليد ذكريات تلك الفترة.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)