من هنا، ورأفة بهذا البلد الذي نريده أن يثبت دعائم قوته، نعيد دعوة القوى السياسية إلى تحمل مسؤوليتها في استكمال جهدها من أجل الخروج بقانون جديد يثبت قدرة اللبنانيين على النهوض بوطنهم، ولا سيما أن الحكومة أخذت على عاتقها هذا الأمر، ومعالجة كل القضايا الملحة التي تهم المواطنين، والخروج من حال التردي التي وصل إليها البلد".
وفي كلمة له خلال خطبة الجمعة ثمن فضل الله الإيجابية التي برزت في الأيام الأخيرة، ولطالما دعونا إليها، ورأينا أنها تساهم في تعزيز الاستقرار الداخليّ، وهي تتمثل بالحرص الذي أبدته القوى السياسية على تجنيب لبنان تداعيات ما جرى في قمة الرياض، وإبعاده عن كلّ سجال فيما يتعلق بما يجري في المحيط أو المنطقة، والتفرغ لمعالجة القضايا التي تهمّ المواطنين، ونأمل أن يحكم هذا المسار تعاملنا مع كلّ القضايا الخارجيّة، فلا يبقى لبنان هو الرئة التي تتنفس مشاكل المنطقة وسمومها، كما كان يراد له.
وتوقف فضل الله عند القمة التي جرت أخيراً في الرياض؛ القمة الأميركية الخليجية والإسلامية التي كان واضحاً من خلال مجرياتها، أن الرابح فيها هو الرئيس الأميركي فقد خرج منها بمئات المليارات من الدولارات، التي تساهم في تعزيز حضوره في بلده، وتحرك العجلة الاقتصادية فيه، وتوفر فرص العمل لملايين الأميركيين، من دون أن يعطي أي شيء في المقابل، وخصوصاً بالنسبة إلى القضية الفلسطينية التي تجاهلها بشكل تام وفي الوقت الذي لم يقدم شيئاً سوى سلاح هو واثق ضمنياً أنه لن يكون في مواجهة الكيان الصهيوني، فيما الخسائر ستكون فادحة للدول العربية والإسلامية من خلال تعميق الانقسام والتوتر داخل الساحة العربية والإسلامية، وحتى الخليجية، وإشعال الحروب والفتن، واستنزاف موارد شعوبها ودولها.(9863/ع940)