وتوجه الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالقول: "فخامة الرئيس هذا الشعار او هذه الفكرة تشبه شعار أمن المجتمع المسيحي فوق كل اعتبار، الذي انتج تمت ترجمته بكوارث في المجتمع المسيحي اكثر من اي مكان آخر. لقد كان الخيار الكارثي نتيجة طبيعية للوهم القائل بأن المسيحيين ومستقبلهم يكمن في ان يكون مستقلا عن الوجود الاسلامي وصولا الى التناقض معه ومعاداته".
أضاف: "ان تجربة الحرب اللبنانية المؤلمة تقول بأن الوجود المسيحي في المناطق ذات الاكثرية الاسلامية كان افضل للمسيحيين في كل شيء، في أمنهم ومستقبلهم وطقوسهم إلا في استثناءات لا تشكل قاعدة. طبعا نحن هنا لا نتحدث عن مثالية طوباوية غير موجودة. الخيارات الاسلامية لم تكن موفقة دائما وأخطأت في كثير من الاجتهادات وظلمت الشريك المسيحي حينا والمسلم حينا آخر، ولكن ظلت ضمن خط مقبول، اخطاء ولم تكن خطايا، هي اخطاء في التفاصيل والتكتيك وليس في القرارات الكبرى الاستراتيجية".
وتابع: "فخامة الرئيس، هذه الفكرة تكاد تكون كارثية بل هي كارثية فعلا، مستقبل المسيحيين والعيش الواحد ومستقبل لبنان كما يتمناه ابناؤه المخلصون بل كما ضحى لأجله مسلمون ومسيحيون من كل المشارب والمناطق في لبنان لا يمر بالتأكيد من التخلص من الناخب المسلم، بل لعله على العكس بالتأكيد بالحرص على الصوت المسلم الذي اثبت انه حريص على الشريك المسيحي اكثر ممن قتل المسيحيين بحجة توحيد البندقية المسيحية. نحن هنا لا نحرضك على حليفك الجديد، بل نرحب به في المربع الذي انت فيه ونحن، لا ان نعود الى مربعه الذي ثبت فشله الذريع".
وقال: "فخامة الرئيس، ما يتسرب للاعلام لا يمثلك ولا يمثلنا ولا يمثل مستقبل لبنان ولا مستقبل المسيحيين في الشرق الذي اعطيت مثلا له في زيارتك التاريخية لبراد. المسيحي في عين ابل وعلما الشعب ورميش ومرجعيون، كما في القبيات والشيخ طابا وسائر عكار، كما في رأس بعلبك ودير الاحمر، كما في زحلة وضواحيها ومشغرة وفي كل الاطراف، ليسوا اقل مسيحية من مسيحيي المتن وكسروان، كنائسهم ومواقفهم وتاريخهم وواقعهم يشهد بذلك. لقد قيل الكثير عن مجازر ستحصل في الجنوب اثر الانسحاب الاسرائيلي عام 2000 وكان العكس هو الصحيح. وقيل الكثير عن الغاء للمسيحي وكانت القوى الاسلامية الرئيسية دائما تقول بأن اسرائيل هي التي تريد لبنان دون عيش مشترك حتى تبرر عنصريتها وعدوانيتها".
أضاف: "فخامة الرئيس، ما يقوله الوزير جبران باسيل في مواقفه المعلنة وغير المعلنة لا يمثلك بالتأكيد، ونحن نفسر ذلك انه تكتيك ومحاولات لاكتساب اصوات وحلفاء جدد والمحافظة عليهم، اما لو اخذنا هذه الكلمات وهذه المواقف على انها خطة عمل حقيقية فسيكون ذلك ايضا كارثيا".
وختم: "سنبقى ننتظر الموقف الذي يكسر التقليد ويعيد الامور الى نصابها، كما حصل في كنيسة مار مخايل ذات يوم وبالتحديد في 6 شباط 2006، ولن نتخلى عن املنا الكبير الذي جسدته بشخصك ومواقفك التاريخية".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)