وبين الشيخ الناصري "إن الانبياء في حياتهم لديهم ثلاث خطوط للعمل، الاول الذي يشتركون فيه هو التوحيد والانسان عندما يدرس التوحيد على لسان الانبياء والسابقين يجد انه متسلسل ويبدأ يتكامل شيئا فشيئا حتى يصل الى قل هو الله احد، والخط الثاني ان النبي كما له هدف في تنقية التوحيد عند مختلف الانبياء والذي يعني التكامل، اما الهدف الاخر فهو يمثل مشكلة اجتماعية تطرأ على الواقع مثل المشاكل الاقتصادية، وكذلك قضية الوعظ والارشاد الذي يشتركون فيه".
واضاف "انه لو كان هناك انسان لم يرتبط بالنبوات فانه عندما يشغل عقله ستجده يلتقي مع الانسان المؤمن المتدين في مجموعة من الافكار تكون قريبة جدا ولذا الجهد البشري الذي نعيش فيه اليوم من صناعة وتجارة وخدمات مختلفة لا نجد ان الدين يمنع ذلك اي يمنع الاستفادة من هذه الخدمات ولا كذلك من المعطيات العلمية المختلفة".
واشار الى انه لا يمكن ان يتصور احد ان هنالك صراع حضارات بل هناك لقاء حضارات تلقي الحضارات فالإنسان المتنوع لا يشعر بأن هناك مشكلة مع التعامل مع مستجدات الحياة العامة والتطور، ومن هنا يمكن ان نقول ان الجهد البشري الطبيعي سيلتقي مع جهود الانبياء ويلتقون ولكن قد يتخصص جهد بتميز نوعي عن غيره.
وتابع إن الانسان من حقه ان يسعى الى ايجاد فكرة التقارب بالخصوص في مجال التقارب الاجتماعي والتعاون المشترك كقوله تعالى ((وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان)) وهنا اشارة الى ان الله تعالى الى يأمر الناس والبشرية جمعاء الى التعاون على البر والتقوى وهذا اصل في الاجتماع وهي فكرة التعاون والتي حالة في وجود الانسان وداخله تدعوه الى التعاون مع ابناء مجتمعه.
ولفت الى ان القران هنا لم يشير الى ان التعاون محصور بدين او طائفة او جهة معينة بل ان قضية التعاون والدعوة الى المعروف هي فطرة الانسان التي تدعوه الى ان يعمل في هذا الجانب والنسان المؤمن ينبغي عليه ان يكون اولى بتحقيق هذا التعاون مع اهله واقاربه واصدقائه وكل مجتمعه ويجعله سلوكا في حياته لا يتركه او يتجنبه وبذلك ستكون النتيجة هي صلاح النفس وصلاح المجتمع.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)