أفاد مراسل وكالة رسا للأنباء أن اية الله محمدتقي مصباح اليزدي قال خلال خطاب القاه في مكتب قائد الثورة الاسلامية في قم المقدسة بمناسبة شهر رمضان المبارك: أن المفكرين والفلاسفة يأخذون القضايا الدنيوية بعين الاعتبار عند اتخاذ القرارات ولكن الاسلام لا ينظر الى القضايا الدنيوية وحسب وانما له نظرة شاملة.
وأضاف، أن الاسلام لا يجعل القيم المادية والدنيوية ملاكا لتعاليمه وانما ينظر الى القيم الاخروية والروحانية التي هي ملاكات ابدية في تعيين الاهداف وكيفية اداء الاعمال.
وأكد عضو جماعة العلماء ومدرسي الحوزة العلمية على أنه حسب التعاليم الاسلامية أن لا قيمة للعمل الذي ينفذ باهداف مادية بحتة، مبينا أن السياسة الايجابية في الاسلام هي السياسة التي تهيئ الارضية لوصول الشعب للكمال وتحقيق مصالحهم المادية والمعنوية.
وقال الاستاذ البارز في حوزة قم المقدسة: أن النشاط السياسي لا ينبغي أن يكون باهداف مادية بحتة وانما يجب أن تكون الدنيا والماديات مقدمة لتحقيق الاهداف الاخروية والروحانية.
وتابع أن أحد الاهداف الذي ينبغي أن تحققه الحكومة الاسلامية هي ايجاد ارضية للحياة السعيدة للشعب، وعليها أن تعمل بطريقة ترفع الفقر والجوع عن الناس وتؤمن متطلباتهم الاساسية، فالهدف الغائي من تشكيل الحكومة الاسلامية هو تحقيق الارضية اللازمة لتقرب الناس الى الله تعالى.
وبين رئيس مؤسسة الامام الخميني (ره) للدراسات العليا أن الانسان اذا لم يتم تأمين حاجاته المادية سوف يذل وتنتهك كرامته وعزته، ولذلك ينبغي تأمين الحاجات الاساسية كمقدمة لتحقيق العزة الاسلامية.
وأشار الى فتوى مفتي تونس سابقا عندما افتى بعدم جواز اداء فريضة الحج لان الاقتصاد التونسي كان ضعيفا، فهو كان يقول أنه يجب أن نحتفظ بعزتنا الاسلامية وأحد شروط العزة الاسلامية هو تعزيز الاقتصاد.
وأكد الاستاذ البارز في حوزة قم المقدسة على أن تعزيز الاقتصاد الاسلامي أمر مطلوب كي لا يضطر المسلمون بمد ايديهم أمام الاخرين ولكن ينبغي الانتباه الى الجوانب الاخرى، فلتحقيق هذا الامر يجب تقديم الشؤون الاخروية والروحانية على القضايا المادية.
وأشار اية الله مصباح اليزدي الى القضايا السياسية، متسائلا: هل التعامل والتصالح مع امريكا هو في صالح البلد أم الصدام معها؟ قائلا: أن الامام الخميني رحمه الله كان يرفض العلاقة مع امريكا ويحذر من الاستسلام أمامها.
وتابع ان الامام الخميني رحمه الله كان يقول أن ايجاد العلاقات مع امريكا لم ولن تكن لصالح البلد، وأن امريكا لن تتراجع حتى تقضي على الدين والعزة وكرامة المسلمين، فلتحقيق المصالح الاقتصادية لا يجوز أن نتراجع عن مبادئنا.(986/ع930/ك363)