وبين الشيخ الناصري ان في القرآن الكريم يوجد الكثير من النماذج التي تبين لنا ما هو الحوار وبأنه يكون بين عدة أطراف كالحوار الذي حصل بين الله والملائكة في موضوع خلق الله لأدم كما جاء في سورة البقرة (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جاعل فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ).
واشار الى من الأمور الواضحة عندنا أنه يوجد فرق بين الحوار والجدال لأن كل واحد منهما له مدلولاته وأهدافه، والفرق بينهما في أن الجدال في اللغة هو اللدد في الخصومة والقدرة عليها وإقامة الحجة بحجة أخرى، والحوار قد ينقل المحاور إلى الجدل المذموم إذا تخللته العصبية في الحوار والتمسك بالرأي بتعصب، ومن خلال هذا نستنتج أنه حوار بين طرفين على سبيل المنازعة والتعصب للرأي الشخصي، كما ورد في القرآن في أكثر من موضع يبين الجدل بمعناه المذموم، باستثناء عدد قليل منها، مثل قوله تعالى (وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).
وتابع ان اليوم مع كل هذه الحركات والموسوعات العلمية المتطورة والتواصل الاجتماعي السريع يفرض على الجميع ان يكون ملزم للحوار مع الحضارات الاخرى والاديان والقوميات والشعوب، على ان تكون الحوارات منطقية وتحترم الخصوصيات الشخصية ولاتكون التعنت بالرأي وعدم احترام الرأي الاخر وبالتالي لا يكون هناك متسع وافق للحوار وتبادل الافكار بين الجميع.
ولفت الى انه من حق الانسان ان يكون متمسك باختياراته والطريق الذي يسلكه ولكن هذا لا يعطيه الحق بان يفرض تصوراته وآرائه هذه على الاخرين وان يعتبر الاخر على خطأ وهو على صحيح كما لا يمكن للآخرين ان يمسوا هذه القضايا الشخصية للأنسان وان يحترموا اختياراته وبالتالي ان تكون العلاقة متبادلة بين الجميع وتصبح منهجا في بناء هذه العلاقة ببن المجتمعات والشعوب.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)