وفي حديث بمسجد الإمام الصادق عليه السلام بمنطقة القفول في العاصمة المنامة أكد الغريفي إنه متى ما اهتزت العلاقة بين الحاكم والمحكوم تضطرب أوضاع الأوطان وأضاف أن “الشعب يجب أن يُخلص للحاكم إذا أخلص الحاكم لشعبه وأدى وظيفته اتجاهه وإلا فالمطلوب النصح والرشد وقول الكلمة الهادئة”.
وتطرق العلامة الغريفي في حديثه إلى رؤية الإمام الحسن في السياسة، وشدد إن السياسة في منظور الإمام عليه السلام فيها حماية حتى لحقوق الأموات فضلاً عن حقوق لله والأحياء.
وأشار إلى عهد أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام إلى مالك الأشتر حينما ولاه على مصر بتشديده على الرحمة بقوله “وليرحم الراعي الرعية، هنا رحمة الحاكم”، وقال “الحاكم مطلوب أن يرحم رعيته”، وأضاف: “فالرحمة تصنع أوطاناً تملأها المحبة والصفاء والوفاء والتآلف والتسامح والاعتدال والسلام والأمان، أوطاناً لا تعرف الكراهية والشحناء والبغضاء والغدر والخيانة والتخاصم والتعصب والتطرف والعنف والإرهاب”، وتابع: “إذا سادت الرحمة تصبح الأوطان في أمان”.
وفي منظور الإمام الحسن إلى الحقوق قال الغريفي “حقوق الله هي أداء ما طلب والاجتناب عن ما نهى فهو لا يريد منك إلا الطاعة” وأضاف: “العلاقات الإجتماعية والوظيفة الاجتماعية هي السياسة في منظور الإمام الحسن بدءً مع علاقاتك مع زوجتك وأولادك وأهلك والناس والوطن والأمة”.
وشدد على أنه “لو فتشنا اليوم في كل أنظمة العالم، المنظومة الحقوقية في العالم لا ترقى للحد الأدنى من مستويات الحقوق في الإسلام”.
وذكر أن “حقوق الأحياء أن تقوم بواجبك نحو إخوانك ولا تتأخر عن خدمة أمتك، والدفاع عن مقدسات الأمة حق للأمة وليس الأفراد فقط، كما مواجهة التحديات وحماية وحدة الأمة وأمنها”، وأشار إلى أن حقوق الأموات “فهي أن تذكر خيراتهم وتتغاضى عن مساوئهم فإن لهم رب يحاسبهم”.
كما تطرق العلامة الغريفي إلى المرحلة التي عاصرها الإمام عليه السلام وقال إن: “وظيفة الإمام الحسن كانت تعرية المشروع الجاهلي وليس محاربته لهذا فإنه لولا صلح الإمام الحسن لفشلت ثورة الإمام الحسين عليهما السلام”، وأوضح أن “الإمام الحسن كما كل الأئمة هو ثوري ومسالم ويتحرك وفق مصلحة الإسلام في تلك المرحلة من تاريخ الرسالة” وفي ذلك دروس وعبر فيجب “أن نفهم الدرس ونتعلم متى نوجه خطابنا وبأي لغة نوجهه”.
وأكد أنه لكل إمام من أئمة أهل البيت ع نهج وهي دروس للأجيال، وفي مرحلة الإمام الحسن كان المشروع الجاهلي الإنقلابي على الإسلام في بداياته وكان وظيفة الإمام تعرية ذلك وقد استطاع لهذا جاء الحسين ع ثائراً في وجه هذا الإنقلاب”.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)