ووجه قبلان كلمة توجيهية في ذكرى شهادة الامام علي في ليلة القدر، قال فيها: "في مثل هذه الليلة خسرت الانسانية رائدا من روادها وعظيما من عظمائها الذين تركوا انصع البصمات على صفحات التاريخ الذي يشهد لاعظم شخصية بعد رسول الله اتسمت بالحكمة والزهد والورع والعلم حتى باتت كل فضيلة تنسب الى الامام علي بن ابي طالب، ففي ليلة القدر فاز امير المؤمنين بالشهادة التي انتظرها طويلا، وحقق الله امانيه بأن اصطفاه في ليلة مباركة هي خير من الف شهر، وبفقده فقدت الأمة مرجعها وملاذها وكهفها ومحق الحق ومبطل الباطل، حيث ودع امير المؤمنين دنياه التي طلقها ثلاثا زاهدا منها بقرصيه طمريه، موصيا المؤمنين بتقوى الله والتزام الحق والعمل للاجر والثواب ونصرة المظلوم ومحاربة الباطل والعمل بما امر الله به في كتابه العزيز، فكان الامام علي كتاب الله الناطق الذي يدور معه الحق كيفما دار".
وتابع: "لذلك، علينا ان لا نضيع القرآن ولا نتركه ولا نهمله فنعمل باستمرار على هدى القرآن وتعاليمه، فتكون ليلة القدر محطة لتجديد الايمان بالعمل من خلال القرآن وسيرة اهل البيت، فنعاهد رسول الله وائمة اهل البيت ان يكون الاسلام قائدنا ورائدنا واهل البيت منارة تضيء دروبنا حتى تكون امتنا خير أمة أخرجت للناس تؤمن بالله وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، ما يحتم ان نقتدي بأهل البيت وننهج نهجهم ونسير وفق تعاليمهم، فنتقن قراءة القرن ونعمل بمضمونه ونسير على ضوء تعاليمه ونبتعد عن كل انحراف وفتنة ومكر وانحراف وكيدية".
ودعا قبلان المؤمنين الى احياء هذه الليلة بروحية ايمانية شفافة تتسم بالصدق والاخلاص، فننتهز فرص الخير التي تمر مر السحاب، ففي هذه الليلة عتق من النار واغلاق ابواب النيران وفيها مفاتيح الجنان وفيها قيد الشيطان، فالله سبحانه يرحب بالمؤمنين في هذه الليالي ويدفع عنهم البلاء ويدخلهم في رحمته الواسعة، ما يستدعي ان نبتهل الى الله تعالى بطلب العفو والمغفرة والتوبة، في هذه الليلة نزل القرآن وفيها السلام والامان والاطمئنان والعافية والرخاء وتقسيم الارزاق وفيها الخير المطلق بعد اقفال ابواب الشر المطلق، اذ تهبط الملائكة والروح فيها لحفظ المؤمنين ورعايتهم. لذلك علينا ان نطلب من الله ان يحفظ المؤمنين ويسلمهم ويوفقهم لكل خير ويغفر لهم ذنوبهم انه كان غفارا. وعلينا نكون دائما في طاعة الله وان نتعاون على البر والتقوى ولا نتعاون على الاثم والعدوان ونصلح شأننا لنكون من خيرة عباد الله متعاونين محبين مصلحين ننزع الحقد والحسد من قلوبنا وننظف نفوسنا من كل الشوائب ونكون من الله ليكون الله معنا وينصرنا".
وطالب قبلان المسلمين "بالاكثار من طاعة الله تعالى الذي يفرج الهم ويكشف الغم ويذهب الاوهام ويجعلنا في خير وعافية، وعليهم التوجه الى الله والتضرع بالدعاء فهو مجيب الدعوات، ما يحتم انتهاز هذه الليالي والالحاح بالدعاء، فالائمة كانوا يسهرون الليالي ويدعون الله. لذلك نطالب المسلمين بان يتوجهوا بكل اعمالهم وجوارحهم الى الله تعالى ليكشف عنا هذه الغمة وينصرنا على اعداء هذه الامة والانسانية جمعاء الذين يتمثلون بالارهابين التكفيري والصهيوني الذين يحملان فكرا منحرفا يختزن الحقد والبغضاء ضد الانسان تحقيقا لاهداف شيطانية تستبيح حرمة الانسان وحقوقه وتزهق روحه وتمارس الوحشية بحقه دون تمييز بين طفل وشيخ".
وختم بالقول: "عظم الله لكم الأجر باستشهاد أمير المؤمنين في هذه الليلة العظيمة، نسأل الله ان يحفظ امتنا عزيزة امنة من شر الارهاب والفتن والمؤامرات، تنعم بالامن والسلام والاستقرار وقد خيم الامن على ربوع سوريا والعراق واليمن وتحررت فلسطين من رجس الاحتلال، ونتوجه الى الله بان يحفظ لبنان وشعبه لبنان من كل اذى وسوء".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)