وقال الشيخ الناصري "إن من الأخلاقيات التي ركز عليها القران الكريم هي الآيات التي تشير إلى التواضع وعدم الاستكبار أو التكبر، حيث نجد إن القران يركز على السبب الرئيسي وراء الكفر أو الجحود أو الإنكار سواء كان عند الأمم أو الإفراد وهو التكبر، وقضية التكبر اخطر ما فيها إن الإنسان يتكبر على الحقائق ويتكبر على العلم والمعرفة, وان كان من حق الإنسان أن يناقش العلم والمعرفة وان لا يستسلم ولا يسلم، لكن ينبغي حينما تصل النتيجة إلى الثبات بمقدمات صحيحة عندها لابد من التسليم لهذه الحقيقة، ولذا نجد إن كل أحكام الشريعة مبنية على القطع واليقين، فمتى ما تحقق عند الإنسان القطع أصبح عليه حجة".
وتابع "إن الجانب العلمي شيء مهم في حياة الشريعة أو حتى الشعوب والقطع بها، والشريعة تركت هذا المجال فالخطورة بمكان إن هذه القضية تهتز بسبب التكبر، وفي الغالب لا نجد القران يقول أن هؤلاء أصبح عندهم شك بل نجده يشير إلى إنهم عرفوها استكبروا عليها".
وأشار إلى هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى الاستكبار فمنها قد يكون هناك حالة مرضية ربما سببها مرض عضوي أو نفسي أو أنها ثقافة اجتماعية، ولذا القران دائما ينبه الإنسان من قضية الاستكبار حتى في قضاياه البسيطة كالنقاشات التي تجري بين أفراد المجتمع ويشير إلى أن يكون هناك إذعان للحقيقة العلمية لان خلاف ذلك ستكون كل القضايا نسبية ولا توجد حقيقة فيها أو أنها لاتكون عند ذلك أي مشتركات.
وأوضح إن القران يجد المكان الحقيقي للمتكبر (أليس في جهنم مثوى للمتكبرين ) أي انه مكان هذا الفرد المتكبر أو الأمة المتكبرة لان حتى الأمم تجد عندها التكبر، فقد تتكبر على أمر ثقافي أو سلوك معين أو على أن تستفيد من الآخرين، ولذلك القران يشير إلى مكانهم ومثواهم الحقيقي مع إنهم قد يتسلطون في الدنيا بالقوة ولكن هذا هو مكانهم في الحياة الآخرة.
وبين إن أمير المؤمنين - عليه السلام – في نهج البلاغة ومجموعة من الخطب دائما يذكر هذه الصفة وينبه عليها ويقول (لا حسب كالتواضع) وأيضا ( بالتواضع تتم النعم ) أي إن الإنسان مهما يكن في موضع المال أو المسؤولية أو السلطة والقدرة فان الذي يسيده ويميزه بين الناس والمجتمع هو انه يقال إن فلان يتواضع للحقيقة، كما يقولون إن هذه الصفة الرئيسية عن العلماء فإذا أردت أن تعرف العالم فانك سترى إن قضية التواضع عنده سهلة حينما يناقش أو يتحدث، وبعض العلماء كان يكتب ويذكر الأشياء التي يشتبه فيها ولا يخفي ذلك.
ولفت إلى "أن التكبر ليس سلوك ظاهري بل هو مرض يصيب الإنسان، وهذا المرض عادة لا يستطيع الكثير من الناس الخلاص منه ولكن ينبغي أن يخفف من هذه الحالة، ولذا نرى إن الأنبياء لا يعلمون أنفسهم فقط وإنما يعلمون الناس كيف يتواضعون وكيف يتصرفون في جلوسهم وكلامهم".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)