15 July 2017 - 22:37
رمز الخبر: 432031
پ
الشيخ محمد مهدي الناصري..
ألقى سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد مهدي الناصري محاضرة دينية في مسجد وحسينية أهل البيت (ع) أوضح من خلالها خصال الإيمان الثلاث التي لابد أن تتوفر في الإنسان حسب المنظور الأخلاقي للرسول محمد (ص).
الشيخ محمد مهدي الناصري

واستهل الشيخ الناصري محاضرته بقول النبي (ص)" ثَلاثَةٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ اسْتَكْمَلَ الإِيمَانَ : مَنْ إِذَا رَضِيَ لَمْ يُخْرِجْهُ رِضَاهُ إِلَى الْبَاطِلِ، وَ إِذَا غَضِبَ لَمْ يُخْرِجْهُ غَضَبُهُ عَنِ الْحَقِّ، وَإِذَا قَدَرَ لَمْ يَتَنَاوَلْ مَا لَيْسَ لَهُ "مبينا "إن المتابعة للنفس هي أفضل حالات التربية، وهذه المتابعة الملاحظ عليها بأنها من متابعة النفس وليس متابعة الآخرين ولذا ورد في الحديث ( طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس)، وعند قراءتك للأدعية ومنها دعاء كميل تجدها اغلبها مناجاة ولكن خطاب بينك وبين الله بمعنى انك تجد الكثير منها في الغالب لا تتحدث عن العموميات بل تتحدث عن نفسك وعن مشكلتك وذنوبك ومعاصيك وحاجتك وبالتالي هو خطاب نفسي".

 

وتابع إن الانشغال بالنفس الإنسانية هو منهج تربوي وهو إن الإنسان ينشغل ببناء نفسه أولا مع انه منهج يتابع الجانب العملي في سلوك الإنسان، لان الجانب النظري قد يتلقاه الشخص من خلال قراءته للكتب والاستماع إلى النصائح من الأهل والأصدقاء والمجتمع، ولكن المراد من ذلك هو معرفة ما وصل إليه في جانب التطبيق العملي، فهذه هي المنظومة الفكرية في كل إشكالها.

 

وأضاف إن المعروف من المتابعة اليومية حتى لو كانت بسيطة تستطيع أن تضع الإنسان في وضع أفضل يوم بعد يوم، مثل ما يطلق على أي شخص بأنه ناجح في عمله سواء كان العمل سياسي أو اقتصادي أو غيره تجده يتابع عمله كل يوم ويدون الملاحظات وهذا سبب من أسباب النجاح، إضافة إلى تلك الأسباب فان هناك سبب مهم في نجاح الإنسان في تربية نفسه هو المحاسبة اليومية، وان يضع الإنسان لنفسه جدولا لمحاسبة نفسه ما عليه أن يعمل لنفسه ولأهله ولمجتمعه ويدون ذلك.

 

وأوضح إن الإنسان إذا انشغل بمحاسبة نفسه ومتابعتها فانه بذلك ينشغل عن الناس، مبينا إن الاشتغال هنا ليس بمعنى انه يبتعد عن الناس وعن تقديم الخدمة لهم والتواصل معهم وإنما الاشتغال عن عيوب الناس بالشكل السلبي، وهذا ما أشار إليه الرسول (ص) في حديثه المذكور، ومنها خصال الإيمان بجانبيها النظري والعملي.

 

وأشار إلى إن ماجاء في الحديث بخصوص الرضا في قوله (ص) (إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل) ليس بمعنى إن الافتخار بالرضا شيء سلبي، وإنما يقصد به إن الإنسان إذا وصل إلى مرحلة بان الافتخار يصده عن عمل الحق كما لو كان المجتمع كله قد رضي عن هذا الإنسان وهو نفسه قد وجد شيء محرم كما لو ذكر أمامه شخص بباطل أو سوء وهو راضي بما يسمع لا يريد إن يفقد علاقته مع الناس فهنا يدخله رضاه في باطل.

 

وبين أن القصد من قوله (ص) "وَ إِذَا غَضِبَ لَمْ يُخْرِجْهُ غَضَبُهُ عَنِ الْحَقِّ" أن الإنسان يتأذى ويغضب عندما تمس مصالحه أو من ينتمي إليهم كالحزب أو المجموعة أو الصديق القريب له فتجده غاضبا ويخرجه هذا الغضب عن الحق، وامر قد نبتلي جميعنا به ولكن يجب أن لا يتحول سمة مصاحبة للإنسان فتبعده عن الإيمان.

 

ولفت كذلك الى قوله (ص) "وَإِذَا قَدَرَ لَمْ يَتَنَاوَلْ مَا لَيْسَ لَهُ"  يأتي بمعنى إن الإنسان إذا تمكن ماديا أو قوة جسدية، وان يعطي ما ليس له، مثل ما نشاهد من مظاهر الفساد اليوم عند بعض المسؤولين أو الموظفين الذي قادرين على التلاعب ببعض الأوراق والوثائق بطريق أو بأخرى للحصول على المنافع الشخصية بغير وجه حق.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.