وخلال كلمة له في المؤتمر الدولي العاشر لمنتدى الوحدة الاسلامية في فندق هوليدي بلندن اشار سماحة الشيخ الاراكي الى الايات القرانية التي تؤكد على الوحدة والاتحاد حول محور العبودية لله الواحد القهار وان كل الامم التي اصابها الهوان والاختلاف كان بسبب تخليهم عن تعاليم الانبياء وتحريف كلام الباري تعالى وتصديهم للحقائق.
وتأكيدا على ذلك استشهد الامين العام لمجمع التقريب بهذه الايات من القران الكريم:
"شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَ الَّذي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَ ما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهيمَ وَ مُوسى وَ عيسى أَنْ أَقيمُوا الدِّينَ وَ لا تَتَفَرَّقُوا فيه" (شوری: 13).
"إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ وَ مَا اخْتَلَفَ الَّذينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ" (آل عمران: 19).
و" إِنَّ الَّذينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَ الْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَ يَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ" (بقرة: 159).
وحول تحريف الحقائق ومدى تأثير ذلك على تحقق الوحدة الاسلامية واجتماع النخب والعلماء والمفكرين حول محور الحقيقة وعبادة الخالق الواحد ، قال سماحة اية الله الاراكي ان اهم عقبة امام تحقيق هذا الهدف المنشود هو تحريف الحقائق وكتمانه والذي يتم بثلاث طرق:
الاول : كتمان الحقائق والحيلولة دون وصول هذه الحقائق الى مسامع الاخرين كما جاء في كلام الباري تعالى "وَ قالَ الَّذينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَ الْغَوْا فيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ" (26: فصلت) ، وكذلك الاية الكريمة "وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ ميثاقَ الَّذينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَ لا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَ اشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَليلاً فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ" (187:آل عمران) .
الثاني : تحريف ما انزل الباري تعالى من اوامر ونواهي وتعاليم والذي عبّرعنها بتحرف الكلم عن مواضعها "فَبِما نَقْضِهِمْ ميثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَ جَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِه" (مائده: 13) وكذلك الاية التي تقول"فَوَيْلٌ لِلَّذينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْديهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَليلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْديهِمْ وَ وَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ" (بقرة: 79).
اما النوع الثالث في التحريف هم تحريف تفسير الايات والمفاهيم القرانية تفسيرا يتطابق مع مفاهيم وقيم ومطامع اعداء الاسلام ليحل محل المفهوم الصحيح للاسلام.
هذه الاسباب وهذه المحاولات من قبل اعداء الاسلام لمواجهة الاسلام الصحيح من خلال تحريفه ، دعت الامين العام للمجمع العالمي للتقريب الشيخ محسن الاراكي ليقترح الى تأسيس جهة اعلامية من اعلاميين مخلصين وصادقين يكون همهم الوحيد نشر الحقائق وتوعية الشعوب وتثقيفها على الاسلام الصحيح وكذلك التصدي لتحريف الحقائق من قبل كبريات وسائل الاعلام الدولية.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)