29 July 2017 - 23:22
رمز الخبر: 432414
پ
خطيب جامع الرحمن:
دعا امام وخطيب جامع الرحمن في بغداد، المجتمع العراقي لتقليد واتباع الفقهاء العدول، معتبراً ان العلماء أي المراجع هم صمام امان للامة في مواجهة جميع التحديات والمخططات الاستكبارية، محذراً من ان الحرب مع الفكر التكفيري مستمرة لوجود دوافعها وظروفها واجندات اللاعبين الاقليميين والدوليين، مشدداً ان النصر العسكري أحد وجوهها ويبقى علينا مواصلة الجهاد الفكري لاستئصال جذور التكفير والانانية والجهل والتخلف.
 الشيخ جعفر الربيعي

 وقال الشيخ جعفر الربيعي من على منبر جامع الرحمن في المنصور ببغداد، أن “من التكاليف المطلوبة في زمن الغيبة الكبرى او بعبارة أخرى من قوانين زمن الغيبة الكبرى هو الالتزام بالتعاليم الإسلامية الحقة النافذة في زمن الغيبة، وهذا من واضحات الشريعة فان مقتضى شمول تعاليمها لكل الأجيال وجوب اطاعتها وتطبيقها على واقع الحياة في كل الأجيال وهذا هو المراد من عدد من الاخبار على اختلاف مضامينها تأمر المسلم بالبقاء على ما كان عليه من عقيدة وتشريع بالرغم من تيار الفتن وشبهات الانحراف”.

واضاف الربيعي “رب سائل يسال من له حق تشخيص ان هذا حكم او عقيدة صحيحة؟ والجواب، ان الذين يشخصون ذلك ويفهمون ما هو الحكم الإسلامي وما هو الدليل الصحيح من السقيم ليسوا هم العامة والجمهور فانهم لا محالة تؤثر فيهم موجات الانحراف وتغريهم المصالح والشهوات، وانما توكل هذه المهمة الى المختصين بالنظر الى الأدلة الإسلامية وهم العلماء”.

وتابع ان “تقليد واتباع الفقهاء العدول ظاهرة بشرية قامت عليها سيرة العقلاء في جميع شؤونهم الحياتية حيث يرجع غير العالم في كل مجال من مجالات الحياة الى العالم وجاء المشرع الإسلامي واقر هذه الظاهرة في مجال الامتثال الشرعي فبرزت ظاهرة في سيرة المتشرعة هي رجوع الجاهل الى العالم بمجال التشريع والحكم الإلهي”.

وبين الربيعي ان “العلماء هم صمام امان للامة في مواجهة جميع التحديات والمخططات الاستكبارية التي يراد تنفيذها في المنطقة ولا يمكن لأي أحد ان يقوم مقامهم في ذلك، وما فتنة داعش عنكم ببعيد وكيف كان للمرجعية والأمة المخلصة التي تحركت خلف قيادتها الدور الكبير بعون الله تبارك وتعالى على طي هذه الصفحة المظلمة”.

واضاف الربيعي إن “الامر الثاني هو ان النصر الكامل لم يتنجز والمعالجة الكاملة لم تتحقق لان النصر العسكري أحد وجوهها ويبقى علينا مواصلة الجهاد الفكري لاستئصال جذور التكفير والانانية والجهل والتخلف ورفض الآخر والتكبر والعناد وغير ذلك من الامراض والاغلال ومواصلة جهاد البناء والاعمار وتحسين الأوضاع الخدمية وإعادة النازحين إلى ديارهم وإيجاد فرص عمل للعاطلين ومكافحة الفساد المالي والإداري ونحو ذلك”.

وتابع الربيعي “اما الامر الثالث فهو وضع أسس رصينة ومبادئ أساسية لحوار سياسي فعّال يعالج الازمات ويحلّ الخلافات ويعطي لكل ذي حق حقه وعدم اعتماد العنف والإرهاب والاقصاء كوسائل للتمدد على حساب الآخر والامر الاخير هو مواصلة الجهاد الأكبر أي جهاد النفس وإصلاحها بالعودة الى الله تعالى وإخلاص العمل له ونشر فضائل الاخلاق ونبذ رذائلها وتطهير المجتمع من الفواحش والمنكرات إذ لا قيمة لأي عمل وأي نصر واي مكاسب الا بمقدار ارتباطها بالله تعالى ونيل رضاه سبحانه، وهذا ما يميزّنا عن غيرنا من المتصارعين”.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)

 

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.