وبحسب الموقع الإعلامي للعتبة الرضویة المقدسة "آستان نیوز" تحدث سماحة السید إبراهیم رئیسي في مراسم إجلال المولى أحمد بن موسى الکاظم(ع) المدفون في مدینة شیراز، والتي أقیمت بحضور آیة الله دستغیب متولي عتبة السیدین أحمد ومحمد ولدي الإمام الکاظم(ع)، وجمع غفیر من زوار هذا المزار. سماحته تقدم في بدایة کلمته بالتهاني والتبریکات بمناسبة أیام عشرة الکرامة، وأکدّ أنّ السید أحمد بن موسى الکاظم(ع) یمثّل مظهرا من مظاهر الکرامة، وقال: عتبة السیدین أحمد ومحمد ولدي الإمام الکاظم(ع) تشکل مدرسة سامیة لصناعة الإنسان.
عضو المجلس الأعلى للحوزة العلمیة في خراسان أوضح أنّ خصائص أولئك الرجال الکرام أنّ الباري تعالى کان مقصدهم وهدفهم في عملهم الصالح وفي الأخلاق. وأشار إلى المقام السامي للولایة، وقال: لقد منّ الله على الإنسان في القرآن الکریم نعمة الولایة، والنعمة الأعظم والأسمى التي أنعمها الباري تعالى على البشریة هي نعمة الولایة، وکلّما کان هناك کلام عن النعم الإلهیة نجد أنّ نعمة الولایة هي النعمة الأفضل بین النعم الدنیویة والأخرویة، وفي الحقیقة أنّ النعم الأخرى هي مظاهر لنعمة الولایة.
متولي العتبة الرضویة المقدسة أضاف: مزارات ولاة الدین مدارس کبیرة لصناعة الإنسان، وهؤلاء العظماء کانوا معلمین کبار للأخلاق ولبناء الإنسان، وأبواب السعادة تفتح فقط بواسطتهم.
سماحته أشار إلى حقیقة أنّه لولا إعطاء نعمة الولایة للعباد لما کان هناك تمایز بین حیاة الإنسان وغیره من موجودات العالم، وقال: یجب على البشریة أن تنظر فقط إلى البار تعالى وإلى المعلمین الهداة الذین أرسلهم سبحانه لهدایة عباده.
سماحته اعتبر أنّ ما تحتاجه البشریة الیوم هو الإمام الرضا(ع) وتعالیمه السامیة، وقال موضحاً: الیوم یجب تبیین کلام الأئمة الأطهار(ع) للبشریة جمعاء، حتّى یعلم أنّ السعادة والفلاح یکمن بالتبعیة لهؤلاء العظام.
سماحته بیّن أنّ عشرة الکرامة هي عشرة معرفة الله ومعرفة النفس ومعرفة الحجة، وقال: سماحة السید قائد الثورة أکدّ على ضرورة معرفة العدو المعرفة الصحیحة، وحذّر من خطر أن یدخل العدو من النافذة بعد أن یکون قد أُخرج من الباب.
سماحة السید إبراهیم رئیسي أوضح أنّ الحضارة الإسلامیة أساسها التوحید، وأضاف: هذه الحضارة قائمة على الأخلاق، والعقلانیة، والروحانیات، والعدالة الاجتماعیة، والعنصر المحرك في هذه الحضارة هي تعالیم الأئمة الأطهار.
کما أکدّ على مکانة الفکر والعمل الثوري، وقال: البعض یرید الیوم أن یفسر الثوریة والنظرة الثوریة کحرکة عاطفیة تنظر إلى المنافع الطارئة وقصیرة الأمد، في حین أنّ العقلانیة والسلوك الحکیم والرشید هو خصیصة أساس من خصائص العمل الثوري.
عضو الهیئة الرئاسیة لمجلس خبراء القیادة بیّن أنّ الکثیرین الیوم یدعون اهتمامهم بالناس، وقال: إذا کانت الجمهوریة الإسلامیة الیوم تهتم لأمر فلسطین ولأمر القدس الشریف فلأنّ الدین والتعالیم الإسلامیة الأصیلة قد أکدت على هذا الأمر أشدّ التأکید.
وأضاف: نحن على یقین أنّ شعارنا ومبادئنا سوف تتحقق على أرض الواقع؛ ففي الأمس کان تحریر خرمشهر، والیوم حلب، والموصل، وفي الغد إن شاء الله سوف تتحرر القدس الشریف.
سماحته أوضح أنّ الاستکبار العالمی وعلى رأسه أمریکا یهدد الکرامة الإنسانیة، وقال: عندما تقول للشعبین البحریني والیمني أنّه لا یحق لکم تقریر مصیرکم فهذا اعتداء کبیر على کرامتهم الإنسانیة.
متولی العتبة الرضویة المقدسة أکدّ أنّ إیران الإسلامیة هي الحاملة لرایة الکرامة الإنسانیة في العالم، وقال مشیرا إلى الاتفاق النووي بین إیران والدول الکبرى: نحن ملتزمون بما اتفقنا علیه، ولکن إذا ما عمد العدو إلى نقض التزامته فإنّ الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة سوف تتعامل بالمثل، فهل الاتفاق النووي أمر مقدس؟! في طاولة الحوار، وفي المعاهدات والاتفاقات یجب مراعاة أصل صون الکرامة، تلك الکرامة التی علمنا إیاها الأئمة الأطهار(ع).
سماحة السید إبراهیم رئیسي ختم کلمته بالقول: یجب صون کرامة الإنسان فی علاقته مع نفسه، ومع المجتمع، ومع الحکومة، والناس، وجمیع المؤسسات الدولیة، ویجب مراعاة عزة الجمهوریة الإسلامیة وصون کرامتها في جمیع الاتفاقیات الدولیة، والاتفاقیة التي لا تحفظ الکرامة لن یکون لها أي مبرر، وإنّ الفضل في قوة نظامنا یعود إلى دماء الشهداء، وتضحیات جرحى الحرب وجمیع المجاهدین.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)