05 August 2017 - 14:53
رمز الخبر: 432583
پ
متولي العتبة الرضوية المقدسة؛
متولي العتبة الرضویة المقدسة یقول: إنّ إِتِّباع الولایة ومحاربة الظلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنکر هي التعالیم المستفادة من سیرة الإمام الرضا(ع).
آية الله سيد ابراهيم رئيسي

وبحسب تقریر الموقع الإعلامي للعتبة الرضویة المقدسة "آستان نیوز" شارك سماحة السید إبراهیم رئیسي في لیلة الجمعة في احتفال "سمو الرضوان" الذي أقیم في الصحن الجامع الرضوي في الحرم الشریف بحضور المرجع آیة الله نوري الهمدانی، وآیة الله سعیدي متولي حرم السیدة المعصومة(س) في قم؛ هذا الاحتفال المهیب أقیم بمناسبة ذکرى میلاد الإمام علي بن موسى الرضا علیه السلام، سماحته استهل کلمته بتقدیم التهنئة بمناسبة أیام عشرة الکرامة وذکرى میلاد ثامن الأئمة علیه السلام، وأکدّ في هذه  الکلمة على مبدأ الزیارة مع المعرفة، وقال: في هذه اللیلة المبارکة المصادفة لذکرى میلاد الإمام الرضا(ع) یجب أن نعرف حق الإمام علینا، یجب أن نعرف أنّ الإمام هو أمین الله، وهو عمود الدین و واسطة الفیض الإلهي.

عضو الهیئة الرئاسیة في مجلس خبراء القیادة في إیران أوضح أنّ الحق الأول للإمام الرضا علیه السلام هو موالاته ومحبته، وقال: أول حق للإمام الرضا علیه السلام  هو أنّ نوده ونوالیه، وهذه المودة لا تتحقق إلا بعد المعرفة الصحیحة بالإمام.

سماحته أضاف: هناك معرفة هویة وذلك بأن نعرف من هو الإمام الرضا علیه السلام، وابن من، وفي أي یوم ولد، و... وهناك معرفة ولائیة وهي تتمثل بأن نعرف ماهیة مقام ولایة الإمام علي بن موسى الرضا علیه السلام والأئمة الأطهار علیهم السلام.

سماحته اشار إلى المکانة السامیة والأهمیة البالغة للمعرفة الولائیة، وقال: هذا المعنی من المعرفة والعلم یتمثل بأن نعلم أنّه علیه السلام إمام منصوب من قبل الباري تعالى، وأنّه إمام مفترض الطاعة، وأنّ أمره ونهیه هو أمر الباري تعالى ونهیه.

عضو المجلس الأعلى للحوزة العلمیة في خراسان أکدّ أنّ الوصول إلى مقام المعرفة الحقة هو أمر ینبغی طلب تحققه من المعصومین(علیهم السلام)، وقال: الإنسان الذي یصل إلى مقام المعرفة الحقیقیة بالأئمة الأطهار علیهم السلام لن یتوجه بقلبه إلى أي إنسان آخر أو إلى أي شيء في هذا العالم، وسوف یتبع الأئمة علیهم السلام أحسن الإتباع.

الرسالة المصیریة للجامعیین والحوزویین

سماحة السید إبراهیم رئیسي أشار إلى حدیث الإمام الرضا علیه السلام: "إنّ الناس لو علموا محاسن کلامنا لاتبعونا"، وقال: الیوم یقع على عاتق الجامعات والحوزات العلمیة والنخب والمفکرین والأدباء في محضر عالم آل محمد(ع) واجب خطیر وهام وهو العمل بجد على تعریف الإنسان المعاصر أکثر وأکثر بالسیرة الرضویة وبتعالیم وکلمات هذا الإمام الهمام.

سماحته بیّن أنّ الإمام الرضا علیه السلام هو المؤسس لکرسي التقریب بین المذاهب والحوار بین الأدیان، وقال: من أجل بناء الحضارة الإنسانیة المبتنیة على التعالیم الإلهیة وعلى القیم الإسلامیة حصلت هجرة النبي الأکرم علیه وأله الصلاة من مکة إلى المدینة وحصلت هجرة الإمام الرضا علیه السلام من المدینة إلى مرو بهندسة وتقدیر إلهي.

سماحته اعتبر أنّ الزیارة تقوم على ثلاثة أرکان أساس هی: المزور والزائر والارتباط القلبي للزائر مع المزور، وأضاف: کلما کانت الارتباط القلبي لدى الزائر بالنسبة للمزور أقوى واشد فإنّ الزیارة سوف تأخذ أبعادا أکثر عمقا ورسوخا؛ فالزیارة مهمتها أن یصطبغ الزائر بصبغة المزور.

ضرورة العزم في الزیارة

متولي العتبة الرضویة المقدسة أوضح أنّ العزم هو أحد ملزومات الزیارة، وقال: یجب أن تکون الزیارة مترافقة مع العزم؛ لتکون ذات تأثیر فی الحیاة وفی السلوك، والحرم الرضوي الشریف هو المکان الذی یجب أن یعزم فیه الإنسان على أن یقرّب حیاته من منهج الحیاة والسنة الرضویة.

وأضاف: الزیارة تعني أن یقرر الزائر الالتزام بمنهج المزور، وإذاما تحقق هذا الأمر فإنّ الزیارة سوف تکون مصنعا لبناء الإنسان، وسببا في تحولات کبیرة لبني البشر، وکلما کانت هذه الزیارة أکثر عمقا وأکثر تجذراً کلما کانت أکثر تأثیرا وأوسع مفهوماً.

سماحته اعتبر أنّ الزیارة هي المکان الذي یجد فیه الزائر صبغة الله تعالى، وقال: الخطوة الأولى في الزیارة أن یعلم الزائر أنّ الإمام الرضا علیه السلام یمثل المقام الأسمى للعبودیة وللانقطاع للباري تعالى والإخلاص له، فیتأسى الزائر بالإمام علیه السلام لیصبح الباري تعالى هو محور حیاته.

عضو الهیئة الرئاسیة في مجلس خبراء القیادة في إیران أوضح أنّ الإیثار یتحقق في محوریة الباري تعالى في الحیاة، وقال: الیوم تملأ شعارات حقوق البشر أرجاء الکرة الأرضیة، وفي سیرة الإمام الرضا علیه السلام نجد أکثر وأسمى معاني حقوق الإنسان، ومدعو حقوق الإنسان یجب أن یتعلموا الإیثار من الثقافة الرضویة، وأن یتعلموا المعنى الحقیقي لحقوق الإنسان من التعالیم الرضویة السامیة.

سیرة جمیع الأئمة علیهم السلام تثبیت الولایة ومحاربة الظلم

عضو المجلس الأعلى للحوزة العلمیة في خراسان تحدث في جزء آخر من کلمته حول سیرة الأئمة المعصومین علیهم السلام القائمة على تثبیت الولایة ومحاربة الظلم، وقال: حیاة جمیع العصومین علیهم السلام ملیئة بالمواقف المناهضة للظلم والظالمین؛ نعم کان هناك مناهج وأسالیب مختلفة في هذه المواجهة ولکن مواجهة الظلم کامت إحدى القیم الثابتة في سیرهم الشریفة.

وقال: الزائر في زیارته لأئمة الهدى علیهم السلام یقرر أن لایکون ظالما ولا خاضعا للظلم، وأضاف: الزیارة لقاء مع المعرفة ونظرة توحیدیة المحور، وهي تجعل الإنسان مصمما على أن یجعل حیاته تسیر وفق المنهج الرضوي والفاطمي.

سماحته بیّن أنّ الهدف من عشرة الکرامة هو اکتساب العزة والکرامة في ظلّ تعالیم أهل البیت علیهم السلام، وقال: أکبر آثار هذه الأیام العشر هي وصول الإنسان إلى الکرامة، وهذا الأمر الهام لا یتحقق إلا في ظلّ تعالیم أهل البیت علیهم السلام.

وفي ختام کلمته أوضح سماحة السید رئیسي أنّ إِتِّباع الولایة والدفاع عن الحق ومحاربة الظلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنکر هي من الموضوعات التي نتعلمها من المتن المأثور لزیارة  الإمام الرضا(ع)، وقال: کثیر من أهل الیمن وسوریا والعراق ومن أرجاء هذا العالم قلوبهم الیوم إلى جوار المضجع المنور للإمام الرضا علیه السلام، وعلیه أطلب من زوار هذا الحرم الشریف أن لاینسوا مظلومي العالم من دعائهم.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.